شدد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، السيد أحمد أويحيى، أمس السبت بوهران، على أنه لا يمكن لأي كان الطعن في مصداقية الانتخابات التشريعية المقبلة. وذكر السيد أويحيى في تصريح صحفي أدلى به عقب إشرافه على الحفل الذي نظم بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس التجمع الوطني الديمقراطي أن ''جميع الظروف والشروط متوفرة لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة ولا يمكن لأي جهة الطعن والتشكيك في مصداقية التشريعيات القادمة''. وأكد في نفس السياق أن ''بعض المزايدات التي تدعو إلى المقاطعة بحجة التزوير تريد تسويق أوهام وأكاذيب وتبرير الفشل''، مشيرا إلى أن سير التحضير للانتخابات المقبلة والشفافية المعتمدة في هذا المجال على غرار تقديم نسخ من القوائم الانتخابية التي تمت مراجعتها إلى ممثلي الأحزاب المشاركة على مستوى جميع البلديات ''دليل على هذا البهتان''. وذكر السيد أويحيى أن انتخابات سنة 2012 ستكون ''تاريخية'' في المسار الديمقراطي الذي ''يتعزز بالجزائر بشكل متطور'' كما قال. وأضاف أن حزبه لا يهتم بمقاطعة الأحزاب بقدر ما تهمه المشاركة القوية للشعب في الاستحقاقات المقبلة التي قال إنها ''ستكون حيوية حتما''. ودعا بالمناسبة إلى القبول بالديمقراطية واكتسابها كثقافة للتعامل مع جميع الحساسيات والأطياف السياسية، مشيرا إلى أن حزبه يرى من الطبيعي أن تكون هناك أحزاب تعارض وأخرى تؤيد الحكم لأن أفكارها ومبادئها الأساسية تتوافق معه. وبالنسبة للتحالف الرئاسي فأبرز السيد أويحيى أن ''التجمع الوطني الديمقراطي تحالف مع الرئيس بوتفليقة وأن الغاية كانت لنصرة وتأييد برنامجه ولم يكن الهدف هو التحالف مع الأحزاب الأخرى'' مشيرا إلى ''أن انسحاب حركة مجتمع السلم أمر عادي لا يستحق أي انتقاد أو تعليق''. وبخصوص موقفه من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي ذكر أنه ''يصعب التكهن بنتائج الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستكون فيها المنافسة ما بين البرامج'' مضيفا ''أن قرار الشعب سيحترم كيفما كان''. كما أعرب السيد أويحيى عن أمله في أن يتم فتح المجال السمعي البصري ''قريبا''، وذكر بأن حزبه الذي ''ينوه'' بصدور قانون الإعلام الجديد ''يطمح في أن يتم وبسرعة فتح المجال السمعي البصري بالجزائر ولم لا بعد الانتخابات المقبلة''. وأوضح أن فتح المجال السمعي البصري بالوطن ''سيعزز ويثري المجال الإعلامي بشكل عام ويقطع الطريق أمام الحملات والمؤامرات التي تتربص بالوطن من قنوات إعلامية أجنبية''. كما عبر السيد أويحيى بالمناسبة عن سعادته لصدور قانون الأحزاب ودخول تشكيلات سياسية جديدة و''مشاركتها في المنافسة الشريفة ''تحسبا للاستحقاقات الإنتخابية القادمة. كما دعا السيد أحمد أويحيى إلى ''برلمان تعددي بصلاحيات أقوى'' و''تعيين حكومة تمثل الأغلبية في الهيئة التشريعية''. ومن جهة أخرى، أوضح السيد أويحيى أن قرار فتح الحدود مع المغرب يجب أن يكون على ''أسس وقواعد متينة''، وأن ''البت في المسائل الراهنة الكبرى ما بين الجزائر والمغرب على فتح الحدود تحتاج أولا إلى وضع قواعد متينة والتحضير لها بعقلانية''. وأشارالمتحدث إلى موقف حزبه الذي يرى أنه ''من الضروري التحضير بصفة متأنية لتحقيق مثل هذه الآفاق على غرار فتح الحدود مع المغرب واستكمال عملية بناء اتحاد المغرب العربي''، مضيفا أنها ''آمال ستتجسد عاجلا أم آجلا''. وأشار إلى ''الحيوية المميزة'' التي تطبع العلاقات بين الجزائر والمغرب خاصة منذ أكثر من سنة لا سيما تبادل زيارات العديد من وفود البلدين واللقاءات الثنائية الهامة المنعقدة مؤخرا. وأضاف السيد أويحيى أن ''الأخوة والروابط المتينة التي تجمع الشعبين تجعلهما في غنى عن أية وساطة''، آملا أن يتم العمل على الاستمرار في تطوير العلاقات ما بين البلدين وأن يمنح اللقاء المغاربي المنعقد منذ يومين بالرباط خطوات أخرى نحو الأمام. نرفض أن يكون تاريخنا ورقة انتخابية بيد البعض في الخارج وبمناسبة اليوم الوطني للشهيد عبر السيد أويحيى عن رفض حزبه أن يكون تاريخ الجزائر ''ورقة انتخابية'' بيد البعض في الخارج، موضحا أن ''الاستعمار الفرنسي كان وحشيا وبربريا من بدايته إلى نهايته ولا يمكن للتاريخ أن يدون سوى ذلك''. واعتبر السيد أويحيي أن مشروع قانون تكريم الحركى مجرد محاولة من فرنسا لخلق ''استعمار حضاري لا يمكنه أن يمحو حجم الهمجية التي خلفت الملايين من الضحايا الجزائريين'' مضيفا بقوله ''لنا شهداؤنا ولكم خونتكم''. وأشار السيد أويحيى بمناسبة اقتراب موعد إحياء الذكرى الخمسين للاستقلال إلى التضحيات الجسام والنضال الكبير ''للرجال والنساء الذين دفعوا الثمن الباهظ'' لاسترجاع السيادة الوطنية و''لكي نعيش نحن في كنف الحرية''. يذكر أن الحفل الذي نظم بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتأسيس التجمع الوطني الديمقراطي شهد تكريم عدد من الوجوه بالحزب على غرار أحد مؤسسيه الأمين العام السابق للاتحاد العام للعمال الجزائريين الراحل عبد الحق بن حمودة ووزير النقل السابق الراحل محمد مغلاوي إلى جانب النائب السابق بالمجلس الشعبي الوطني المتوفى مؤخرا بن حليمة بوطويقة، وتم أيضا خلال الحفل الذي عرف حضور عدد من الوزراء تكريم رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح وبعض المناضلين والمناضلات. كما عرض شريط وثائقي يبرز أهم مراحل التجمع الوطني الديمقراطي منذ تأسيسه. وكان السيد أحمد أويحيى قد قام في وقت سابق بزيارة مقبرة عين البيضاء (وهران)، حيث وضع إكليلا من الزهور بمربع الشهداء وترحم على أرواحهم الطاهرة وذلك بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد.