''فضّلنا العمل على الخطب وخيار الشعب في الانتخابات سيُحترم'' انتقد أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أمس، بوهران بمناسبة الذكرى 15 لتأسيس الحزب، بشدة مستعمر الأمس مذكرا: ''بالمجازر والقمع والذبح في حق ملايين الشهداء منذ الاحتلال... لكم خونتكم ولنا شهداؤنا''. ودافع عن صمت الرئيس حيال معاناة الجزائريين مع الثلوج: ''كنا بحاجة إلى عمل، وليس إلى خطب''. وأكد بخصوص الانتخابات القادمة أن ''خيار الشعب سيُحترم''. اتسمت كلمة الأمين العام والوزير الأول، خلال ذكرى تأسيس الحزب بقصر الاتفاقيات بوهران، المتزامنة مع يوم الشهيد بنقد حاد لمستعمر الأمس، في محاولة للتقليل من موجة السخط التي أثارتها تصريحاته الأخيرة ضد تركيا، حتى من أوساط داخل الأرندي، كالأمين العام لمنظمة المجاهدين عبادو الذي تخلف عن حفل أمس، رفقة وزير المجاهدين محمد الشريف عباس. هذا الموقف ''المبهم'' إضافة إلى رفضه سنّ قانون لتجريم الاستعمار كوزير أول للحكومة، طعنَا في المرجعية الوطنية والنوفمبرية للتجمع، وهو ما حاول أويحيى استدراكه لاسترضاء العائلة الثورية عشية استحقاق انتخابي هام، رغم رفضه: ''استعمال التاريخ كورقة انتخابية في يد البعض''. وذكّر أويحيى المستعمر الفرنسي ب''المجازر والقمع والتعذيب في حق ملايين الشهداء، منذ بداية الاحتلال''. وخاطب فرنسا بالعامية: ''نقولوا لفرنسا إن جزائر -بابا- انتهت وتمجيدكم للاستعمار والحركة هو بكاء على الأطلال في وقت نحتفل نحن بخمسينية الاستقلال.. لكم خونتكم ولنا شهداؤنا ''. ودعا أسرة الإعلام قائلا: ''ننادي بكل احترام الصحافة التي دفعت قرابة 100 شهيد لمعركة الجزائر الجمهورية التخلي عن الخيار الهدام والنزعة العدمية للأمور''، دون توضيح قصده. كما أعلن عن تأييده لفتح مجال السمعي البصري، مباشرة بعد التشريعيات للدفاع عن مصالح الجزائر. وأكد بخصوص الانتخابات التشريعية القادمة: ''خيار الشعب سيُحترم''. ووجه أويحيى تحية خاصة لكل من ساهموا في الدفاع عن الجمهورية، من شرطة ومقاومين وجيش، متحاشيا الإشارة إلى وفاة الفريق محمد العماري، رغم الدور الذي أداه المرحوم في الدفاع عن مبادئ الجمهورية، رفقة اليامين زروال الذي ذكره الأمين العام مرة واحدة فقط في كلمته. لكنه أثنى في المقابل على دور الراحل بوعلام بن حمودة وعبد القادر بن صالح في تأسيس الحزب، والبناء المؤسساتي للدولة. وأجاب أويحيى من انتقدوا ''غياب الدولة'' عن مواجهة محنة سوء الأحوال الجوية، وخلو خطاب رئيس الجمهورية من إشارة لمعاناة المواطنين: ''نحن كنا بحاجة إلى عمل وليس خطب... الخطب نتركها لأصحابها''. وأكد فيما يشبه الرد على تصريحات مقداد سيفي بأن حل المؤسسات العمومية لم يكن بطلب من ''الأفامي''، قال أويحيى، حيث قال: ''قرارتنا خلال الأزمة كانت دفاعا على المصالح العليا للبلاد، والتجمع الوطني ساهم في تطهير 500 مؤسسة عمومية وتمويلها بألف مليار سنتيم، وهي الآن تفوز بالصفقات العمومية بالتراضي''. وقال إنه يحترم قرار ''مقاطعة'' الأحزاب للانتخابات القادمة، منتقدا من يعيشون على ''ضفتي نهر لاسين بباريس''. ووصف حصيلة حزبه في الحكم ب''الإيجابية''، ومن هذا المنطلق أضاف قائلا: ''يجب أن تكون رؤوسنا مرفوعة لمشاركة التجمع في الحكم''. ودعا إلى تنافس بالبرامج والأفكار، وليس ''بالدين الذي هو قاسم مشترك بين الجزائريين منذ 14 قرنا''. كما رافع أويحيى من أجل جزائر جزائرية وللجزائريين، بأخوة جزائرية، وليس بأي ''أممية كانت''، في إشارة إلى حركة الإخوان المسلمين.