يكثر الحديث عن ازدياد حالات الطلاق في السنوات الأخيرة بعد مضي فترة قصيرة عن الزواج دون الوقوف على مسببات الوصول إلى تلك الحالات والتي تكون من بين مسبباتها إخفاء عيوب الزوج أو الزوجة فتبنى العلاقة من الأول على الكذب والخداع مما يؤدي إلى افتكاك الرابطة الزوجية بعد أشهر قليلة· نسيمة خباجة وهي العينات التي تتداول بأروقة المحاكم لاسيما فيما يتعلق بزيجات السنوات الأخيرة التي كثرت فيها حالات الطلاق التي لا تدوم حتى لمجرد سنة واحدة بل لمدة قليلة قد لا تتجاوز الشهر الواحد، ويحتار الكل عن السبب في ذلك خاصة وأن العلاقة ما لبثت وأن بدأت فكيف تكون خاتمتها الطلاق· إلا أن ما تنتهجه الأسر الجزائرية في الآونة الأخيرة أدى إلى الزيادة في حالات الطلاق خاصة وأن الكثير من الأسر حولت رابطة الزواج إلى مجرد لعبة أو خدعة يتلاعبون بواسطتها بمصير بنات الناس خاصة ويقدمون على إخفاء عيوب أحد الطرفين فتبنى العلاقة من الأول على الخداع ليكون مصيرها الافتكاك والوصول إلى أبغض الحلال· زرنا بعض أروقة محاكم العاصمة وتقدمنا من بعض من تعرضن إلى تلك الألاعيب وكان مصيرهن الطلاق بعد أيام قلائل من الدخول أي بعد اكتشاف خيوط القضية واكتشاف حقيقة العروس أو العريس· منهن إحدى الفتيات التي التقينا بها في قاعة الجلسات بمحكمة عبان رمضان والتي لم يمر على عرسها إلا شهرا واحدا حتى أن ملامح العروس الجديدة كانت بادية على وجهها، تقربنا منها وسألناها عن سر تواجدها هناك فقالت إنها تقطن بولاية من الغرب الجزائري وأتاها عريس من العاصمة عن طريق معارفها فلم تتوان على القبول به بعد أن دق المكتوب بابها، كما قالت إلا أنه كان يقوم بتصرفات لم تتقبلها البتة بحيث كان يخفي عنها أشياء لا يليق إخفاءها بين الزوجين ويأمرها أن لا تقرب حاجياته الشخصية وكان يمكث لوحده بإحدى غرف البيت ويغلق على نفسه إلا أنها ترصدته في إحدى الأيام وفتحت الباب عليه فرأته منهمكا في تحقين نفسه بحقنة مخدرات على مستوى الذراع، هناك صرخت وأغمي عليها وأمرته في الحال بتطليقها خاصة وأنها لم تعهد على مشاهدة تلك المواقف ولا تستطيع أن تصبر على تلك الآفة خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمخدرات، وأضافت أنها لا تتراجع عن ذلك القرار· نفس ما وضحته لنا سيدة أخرى والتي تتحد مع العينة الأخرى في ذات المشكل وهو مشكل تعاطي المخدرات، بحيث قالت إنها صبرت مع زوجها لمدة عام وفي كل مرة يعهد أنه سوف يتوقف عن تلك السموم إلا أنه يستمر فيها الأمر الذي أدى بها إلى الامتناع عن الإنجاب وفضلت الخروج برأسها كما قالت وتفادي تخليف ضحايا الطلاق· في هذا الصدد تقربنا من المحامية (م رشيد) لتعميق الموضوع أكثر فقالت إنها بالفعل وقفت على العديد من حالات الطلاق التي لم تمر فيها فترة طويلة على الزواج وكثرت في السنوات الأخيرة، وعادة ما تعود إلى اكتشاف بعض العيوب والسلبيات في الطرف الآخر سواء الزوج أو الزوجة، وعادة ما تتسبب في ذلك الأسر التي تسعى بكل جهدها إلى إخفاء أحد العيوب كتعاطي المخدرات أو حتى إصابة أحد طرفي العلاقة الزوجية بأمراض مزمنة كالصرع مثلا وهي حالات لا يمكن إخفاءها كون أن مصيرها أن تكتشف لا محالة مما يؤدي إلى طلب الطلاق من أحد طرفي العلاقة الزوجية حال اكتشاف العيب ولا تدوم العلاقة الزوجية إلا بضعة أشهر، وكان من الأولى أن تبنى العلاقة على الصدق للحفاظ على قداستها وأهدافها السامية وتفادي الطلاق·