لا حديث في الشارع وفي الحافلات إلا عن الارتفاع المفاجئ الذي مس مادة نستطيع القول إنها المادة الاستهلاكية الأولى في أغلب العائلات الجزائرية والتي كانت الجزائر توفر فيها فائضا معتبرا، وهي مادة البطاطا التي لم تعرف هبوطا في الأسعار منذ العواصف الثلجية بل ارتفعت إلى 90 دينارا بدل 65 دينارا وهو السعر الذي مكثت عليه خلال العواصف الثلجية ما خلق تذمرا لدى المواطنين، وبعد أن كانت المادة الاستهلاكية الأولى خلت منها أكياس المتبضعين الذين استبدلوها بالجزر واللفت والبسباس وهي الخضر التي تعرف نوعا ما استقرارا في الأسعار في هذه الأيام، إلا أنها تعتبر سلعا ثانوية في أغلب الأسر مقارنة مع البطاطا التي هي كما يقال (معيشة الزوالي)· بعد أن كانت البطاطا المادة الاستهلاكية التي تجلب لدى أغلب الأسر بكيلوغرامات معتبرة باتت تجلب لأجل إضفاء النكهة فقط وليس تحقيق الشبع من الأطباق، فسعرها أدى بالبعض إلى اقتنائها بالرطل والكيلوغرام الواحد، وهو ما خلق تذمرا في أوساط المواطنين خاصة وأن سعرها لم يمكنهم من اقتنائها وغابت عن الموائد الجزائرية في هذه الأيام، وبعد أن تحجج التجار بموجة البرد والعواصف الثلجية بقي السعر على حاله حتى بعد انقضاء العواصف الثلجية واستمروا في جشعهم· ولم يستسغ الكل الارتفاع الذي مس تلك المادة خاصة وأنها تنتمي إلى قائمة المواد واسعة الاستهلاك في أغلب الأسر إلى جانب الحليب والخبز، واحتار الكل في اللهيب الذي مسها في هذه الآونة إلى درجة استعصى على الكل جلبها بكميات كبيرة واختاروا اقتناءها بكميات قليلة لإضفاء النكهة على الأطباق خاصة وأن حضور البطاطا يعد ضروريا في بعض الأطباق لتخثير المرق· اقتربنا من بعض الأسواق من أجل رصد آراء المواطنين وكذا الوقوف على الأسعار التي ارتفعت إلى 85 و90 دينارا بدل 65 دينارا وهو السعر الذي مكثت عليه تزامنا والعواصف الثلجية التي زالت، إلا أن نار أسعار البضائع لا تزال مستمرة، وعبر المواطنون عن استيائهم من ارتفاع سعر البطاطا الذي لم يخطر ببالهم وتفاجئوا للأمر، منهم السيدة نرجس التي قالت إنها ألغت اقتناء البطاطا من قائمة بضائعها تبعا لسعرها الذي لا يوافق قدرتها الشرائية، وعوضتها ببعض الخضر الأخرى التي لا تحل محلها طبعا إلا أنه ليست بيدها حيلة، فسعر 90 دينارا لا يقدر عليه الكل خاصة وأننا ألفنا اقتناءها بكيلوغرامات معتبرة ولا نستطيع جلبها بكميات قليلة على حد قولها· أما السيد عزيز فقال إن حتى البطاطا لم يعد بمقدورنا اقتناءها واستكبرت علينا بعد أن كانت غداء الطبقات الفقيرة ولا يخلو منها أي بيت، لكن اليوم أصبحنا لا نقوى إلا على إلقاء نظرة خاطفة عليها تم نمر وباتت غذاء الطبقات الغنية في الوقت الحالي، وقال إنه شخصيا لم يقو على اقتنائها وهي على ذلك السعر الذي مكثت عليه طويلا· وكالعادة تجار التجزئة ألقوا بالكرة في ميدان تجار الجملة وقالوا إن ارتفاع سعرها بأسواق الجملة اضطرهم إلى رفع سعرها بأسواق التجزئة كي لا يتكبدوا الخسارة·