يبدو أن سلامة الجزائر من وطأة ثورات الربيع العربي لم تسر الأحباب قبل الأعداء بدليل تخصص بعض القنوات التي هي بالكاد دخلت في بثها التجريبي آخذة من الجزائر والانتخابات التشريعية موضوعا لها في زرع الفتنة وإكثار القلائل بغرض بث شحنة الثورات في الشباب الجزائري الذي يتحلى بالكثير من الفطنة، ويبدو أن سنوات الجمر التي عاشها خلال العشرية السوداء أحفظته الدرس والتي لم يجد فيها تلك القنوات بجانبه لتبيين همجية الإرهاب إلا أنها أخذت من بعض المشاكل الاجتماعية التي لا تكاد تخلو منها أي دولة المادة الدسمة في زرع نار الفتنة· وتفاجأت بعض الأسر بتلك القنوات التي صبت كل اهتمامها على الجزائر ولا ندري هل الغرض منها هو التوعية كمهمة إعلامية أم التحريض وزرع بذور الفتنة؟ إلا أن الغاية الثانية هي الغالبة في الوقت الحالي كونها تحث بطريقة أو بأخرى على ضرورة العزوف عن الانتخابات التشريعية كموعد هام· كما أن ا أغلب تلك القنوات تركز اهتمامها على الشباب كونه الشعلة المعتمد عليها في اندلاع الثورات العربية، إلا أن الشباب الجزائري على الرغم من المشاكل والمحن التي يتكبدها لا يرضى بتخريب الوطن، واختار بعض الشباب توصيل الرسالة عبر صفحات جريدتنا بعد أن كشفوا المؤامرة التي تحاك ضد وطنهم· منهم الآنسة سهام موظفة في إطار عقود ما قبل التشغيل قالت إنها تفاجأت لبعض تلك القنوات وللدعاوى المعلنة التي تبث عبرها ضد الجزائر مغتنمين فرصة الانتخابات التشريعية، وأضافت أنه يجب على الكل صفع تلك القنوات بالتوجه بقوة إلى مكاتب الاقتراع، لاسيما وأن شبابنا واع ودفعنا الكثير في سنوات الإرهاب وأريقت الدماء وسقطت الأرواح ويكفينا ما مرّ علينا· الشاب عادل طالب قال إنه حقيقة يتابع باهتمام ما يبث في بعض تلك القنوات إلا أنها لم تلتزم الحياد في تناول بعض المشاكل الاجتماعية، وهدفت إلى تسويد صورة الوطن على الرغم من المزايا الإيجابية التي نراها في مختلف المجالات على غرار التعليم، السكن، الصحة، كما أن مشكل البطالة منتشر في أكبر دول العالم وليس في الجزائر فقط، ليختم بالقول إنه وجب وضع اليد في اليد وعدم التأثر بما يبث في تلك القنوات التي تهدف إلى إثارة الفتنة بصورة علنية لاسيما وأن بعض الأطراف اغتاظت كثيرا لفشل وصول الثورات العربية إلى الجزائر وتسعى بكل قواها إلى تمهيد الطريق وعلينا دحر كل تلك المحاولات بنشر الوعي بين الشباب·