أحيت بلدية بلوزداد الذكرى ال 60 لاستشهاد البطل محمد بلوزداد، حضرته الأسرة الثورية وبعض المجاهدين الذين عايشوا الأحداث الثورية بالبلدية، إلى جانب أصدقاء الشهيد بلوزداد الذين كرموا نهاية الحفل، إضافة إلى إطارات سامية بالدولة والمجتمع المدني والأسرة الإعلامية. وفي مداخلة بالمناسبة أكد رئيس النادي الإعلامي وائل دعدوش أنه بعد 50 سنة من الاستقلال قطعت الجزائر أشواطا كبيرة نحو التقدم والحداثة، رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها ومازالت تحاك إلى يومنا هذا، لأن القوة الاستدمارية لا تريد التقدم للجزائر، ويقلقها كل الإنجازات العملاقة التي حققت في الجزائر، وأكبر دليل هو مرحلة العشرية السوداء التي حاول أعداء الجزائر تدميرها وتفتيتها، ولكن بفضل بسالة ووحدة جيشنا الوطني وكل أسلاك الأمن والوطنيين الذين وقفوا وقفة رجل واحد في وجه الإرهاب والمؤامرة آنذاك بقيت الجزائر واقفة وأشاد دعدوش بالمجاهد عبد العزيز بوتفليقة الذي أعاد الجزائر من بعيد، وحقق قفزة نوعية على جميع المستويات بداية من عودة الأمن والاستقرار للوطن ثم إعادة البنى التحتية، وقال دعدوش أن ما حققته الجزائر في العشرية الأخيرة من تقدم على جميع المستويات هو بمثابة المعجزة، لأن العشرية السوداء أرجعت الجزائر بعشرات السنين إلى الوراء، وأضاف أن خسائر الجزائر في العشرية السوداء فاقت خسائر العراق في حرب الخليج الأولى، ولم يكن هيّنا على أي شخص أن يستدرك هذا التأخر، ولكن بفضل إرادة الرئيس وحنكته ورجالات الدولة استطاعتالجزائر أن تحقق قفزة نوعية في جميع الميادين. وانتقد دعدوش بعض القنوات الأجنبية المغرضة التي تريد تشويه الحقائق في الجزائر وتسويد الوضع ونقل صورة غير حقيقية عمّا يحدث، مستدلا بأحداث الأغواط التي خرج فيها سكان الولاية مطالبين بإلغاء قائمة السكن والتي حرّفت في قنوات الفتنة وأشاد دعدوش من جديد بالمواطن الجزائري الذي لم يستجب لدعاة الفتنة، وبين أنه على درجة وعي كبيرة وثقافة عالية حيث لم تفلح قنوات الفتن إلى استدراجه إلى العنف والفوضى كما كانت تتمنى. ودعا السلطات المحلية إلى الاستماع إلى المواطن وفتح أبوابها واسعة، وحل مشاكله والاستجابة لانشغالاته، لاسيما أن رئيس الجمهورية والحكومة وفروا كل الإمكانيات والوسائل من أجل حل المشاكل العالقة، ودعا المواطنين في نفس الوقت لتسهيل عمل السلطات المحلية مطالبا إياهم بالقناعة، فمن استفاد من سكن أو شيء آخر، يترك الفرصة لمواطن آخر كي يصل الخير إلى الجميع، فمسألة العدل في توزيع السكن هي مسألة الجميع وتخص كل الناس سلطات كانت أو مواطنين، ومن غير المعقول أن نحمّل المسؤولية لجهة واحدة فقط، وفي النهاية دعا شباب الجزائر أن يبقوا أوفياء إلى مبادئ ثورة نوفمبر، ويكونوا خير خلف لخير سلف. وقد رويت بعض الوثائق الثورية الحية التي حدثت وبقيت خالدة في صفحات التاريخ المجيد كما عرض مسار الشهيد البطل محمد بلوزداد كاملاً، إنطلاقا من تقلّده لعدة مناصب عمل إدارية عند الفرنسيين ثم ارتقائه إلى قيادة حزب الشعب في وقت وجيز ومشاركته في أحداث 8 ماي 45 بالعاصمة وانتقاله إلى قسنطينة وأحد مؤسسي المنظمة السرية سنة 74 إلى غاية استشهاد البطل بإحدى المستشفيات الفرنسية متأثرا بمرض السل تحت اسم مستعار، وذلك يوم 41 جانفي 2591 وقد استحسن الحضور المبادرة التي قامت بها بلدية بلوزداد، وأبدوا استحسانا كبيرا لأنها بقيت وفية لأبنائها الذين فدوا الجزائر بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا حرة مستقلة.