شكل مترو الجزائر، واحدا من فضاءات النزهة والاكتشاف أيضا لدى الأطفال في عطلتهم الربيعية، حيث شهد خلال الأيام الأخيرة توافدا كبيرا من طرف الأطفال وأوليائهم من مختلف مناطق العاصمة وضواحيها، خصوصا بالنسبة لمن لم يروه من قبل، ليصبح المترو بذلك، مكانا للنزهة والتسلية، مثله مثل الحدائق العامة، وحدائق التسلية والألعاب، وحديقة الحامة، وغيرها من الأماكن التي يفضل الأطفال التوجه إليها خلال أيام عطلتهم في العادة· ونظرا لأن الأطفال لا يدفعون ثمن التذاكر في المترو، فإن ذلك شجع بعض الأولياء على جلب أبنائهم لرؤية وركوب هذه الوسيلة الحديثة في النقل، التي لا تزال تثير الكثير من الإعجاب بين المواطنين في الجزائر، خاصة وأن الجزائريين قد انتظروه منذ أكثر من 30 عاما، وعلى الرغم من قصر المسافة التي يقطعها المترو، إلا أنه استطاع أن يخفف نوعا ما من أزمة النقل، ويريح المواطنين من عناء اكتظاظ الطرقات واختناقها وقلة وسائل النقل، لا سيما عبر خطه الرابط ما بين تافورة- البريد المركزي وحي البدر، بانتظار استكمال بقية الخطوط الأخرى خلال السنوات القليلة القادمة، حيث سيكون المترو أهم وسيلة نقل يعتمد عليها الجزائريون عموما في تنقلاتهم المختلفة من شرق العاصمة إلى غربها· إحدى الأمهات من بئر توتة التي جلبت أبناءها إلى المترو، قالت إنهم الحوا عليها مرارا من أجل ركوبه، وقد عودتهم في الكثير من المرات بذلك، إلى أن سنحت الفرصة خلال العطلة، فأخذتهم إلى المترو، الذي أعجبوا به كثيرا، وبسرعته، ونظافته، وجمال عربته وغيرها من الميزات الأخرى، ولم يصدقوا أنهم قطعوا المسافة من حي البدر إلى تافورة ذهابا وإيابا في فترة أقل من نصف ساعة، كما أنهم ذهلوا لأنهم لم ينتظروا في المحطة كثيرا· من جانبها قالت إحدى السيدات إن أبناءها ألحوا عليها من أجل ركوب المترو أيضا، وبالفعل قالت إنها لم تشأ أن تترك تلك الرغبة في قلوبهم، فأخذتهم إليه وتوقفت بهم في محطة حديقة التجارب بالحامة، ومن هناك دخلوا إلى الحديقة، حيث استمتعوا بالمناظر الطبيعية الخلابة، وبرؤية الحيوانات، وغيرها من الأمور الأخرى في حديقة التجارب بالحامة، وقالت إن المترو ساعد الأولياء كثيرا للتجول بأبنائهم، كما أنه هو نفسه شكل مكانا للنزهة والتسلية، واكتشاف وسيلة النقل التي انتظرها الجزائريون جيلا بعد جيلا، على مدار نحو 30 سنة كاملة، ومما يثير الإعجاب تضيف، هو احترام مستقلي المترو لاحتياطات الأمن والسلامة، وكذا حفاظهم على جماله ونظافته، منذ تدشينه، وهي سلوكات حضارية راقية، تمنت لو أنها تستمر وتدوم بين الجزائريين، ليس بالنسبة للمترو فحسب، وإنما حتى بالنسبة لوسائل النقل الأخرى·