دشن أول أمس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مترو الجزائر، مجسدا حلم الجزائريين بعد ثلاثة عقود من الانتظار، ونجح بإصراره وعلى ضوء أوامره الصارمة، في تحويل التحدي إلى رهان، تم كسبه من خلال ميلاد هذا المشروع العصري الضخم الذي يعول عليه كثيرا في القضاء على الازدحام واختناق حركة المرور وتنظيم وامتصاص الحركة الكثيفة للنقل، وقام السيد الرئيس بتفقد هذا المشروع في أول رحلة رسمية من تشغيله وانطلاق خدماته، من محطة المعدومين إلى غاية محطة تافورة / بالبريد المركزي . كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف بعد الزوال عندما أشرف رئيس الجمهورية على تدشين آخر نقطة من برنامج زيارة العمل والتفقد التي نظمها في ولاية العاصمة، في أجواء احتفائية صنعتها فرحة المواطنين الذين اصطفوا بأعداد هائلة على أرصفة الطرقات المحاذية لمحطة المعدومين الكائنة ب «العناصر» وعلى وقع اهازيجهم وزغاريد النسوة، أعطى الرئيس إشارة انطلاق خدمات المشروع، من بهو ساحة المحطة، ليتوجه بعد ذلك، إلى داخل المحطة، حيث اقتطع أول تذكرة للركوب، ومر عبر الممر الرئيسي ليقل المترو باتجاه محطة البريد المركزي آخر محطة، مع الوفد المرافق له ورجال الإعلام . ولدى وصول السيد الرئيس إلى محطة البريد المركزي، آخر نقطة من برنامج زيارته،استعرض تشكيلة من الجيش الوطني الشعبي، واستمع إلى النشيد الوطني وحيا مستقبليه من السلطات المحلية، وكذا المواطنين الذين تدفقوا بأعداد كبيرة على ساحة البريد المركزي رافعين الأعلام الوطنية وصور رئيس الجمهورية، وفرحة انطلاق خدمات المترو حاضرة بقوة . يذكر أن هذا المشروع الضخم الذي تعززت به ولاية الجزائر يعد إحدى الإنجازات الكبيرة التي ستمنح العاصمة خصوصية وجمالية وفوق هذا وذاك يمتص ازدحام مرورها، عرف ولادة عسيرة، بتمكن الرئيس بوتفليقة وعلى يده من تجسيد المشروع الذي حلم به الجزائريون لسنوات عديدة، بعد ان قرر في شهر ديسمبر سنة 2003 إعادة إطلاقه، وإعادة بعث سير أشغاله بوتيرة سريعة، وضعت حدا للشكوك التي كانت تروج بخصوص استحالة ميلاد هذا المشروع في الجزائر . وعلى ضوء تصميم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتوجيهاته الصارمة، استقبل العاصميون فرحة تشغيل المترو عشية احتفائهم بالذكرى ال 57 لثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، معتبرين أنه يعد أكثر من إنجاز وصنفوه في خانة الانتصار . وما تجدر إليه الإشارة فإن خط مترو الجزائر المدشن يمتد على طول يقدر بنحو 5,9 كلم عبر عشر محطات ويتعلق الأمر بكل من محطة تافورة أو البريد المركزي ومحطة خليفة بوخالفة وأول ماي وعيسات إيدير والحامة وحديقة التجارب والمعدومين وعميروش والبحر والشمس «حسين داي» ومحطة حي البدر، علما ان مترو الجزائر يمر بعدة بلديات على غرار باش جراح والمقرية وحسين داي وسيدي أمحمد والجزائر الوسطى، ومن المقرر أن يتم توسيعه في آفاق عام 2020 ليبلغ طوله من محطة الدارالبيضاء إلى محطة درارية نحو 40 كلم. ومن المقرر ان يتم افتتاح محطة المترو ببلدية الحراش خلال السنة المقبلة بعد استكمال الخط الرابط بهذه البلدية التي تجري بها الاشغال بوتيرة متقدمة. وسيتمكن الزبائن من المواطنين من استعمال وسيلة النقل الجديدة المتمثلة في المترو عبر كل محطة كل 3 دقائق و20 ثانية.