من بين المسببات الرئيسية لسرطان الرئة كما يعلمه الجميع هو التدخين والذي كان ينتشر أكثر في أوساط الرجال، إلا أن ظاهرة التدخين قفزت إلى النساء مما أدى إلى انتشار الآفة فيما بينهن، وصرن عرضة لحمل المرض هن الأخريات إضافة إلى أنواع السرطانات الأخرى التي تمسهن كسرطان الثدي وكذلك سرطان عنق الرحم· نسيمة خباجة وذلك راجع إلى جعل ظاهرة التدخين وكأنها ظاهرة تدخل في العصرنة والموضة بدليل انتشارها في أوساط الجامعات وبقاعات الشاي، وقفزت الظاهرة حتى إلى الأرياف باعتبارها مناطق محافظة ولم تعد مقتصرة على المدن الحضرية، وهناك من راحت إلى الإدمان على التدخين بفعل التقليد بعد أن رأت صديقاتها يحملن تلك العادة على مستوى المتوسطات والثانويات، أما الجامعات فحدث ولا حرج خاصة وأن التدخين يتم على الهواء مباشرة وسط تلك المساحات التي تحيط بالجامعات· اقتربنا من بعض من أدمن على التدخين وكانت لهم الجرأة على التحدث إلينا وتبيين دوافع إدمانهن على ذلك السم القاتل، منهم سيدة في الأربعين متزوجة وأم لأربعة أطفال قالت إنها بدأت التدخين منذ أن كانت في سن 15 من العمر مما أدى بها إلى اكتساب مرض الربو حتى أنها وصلت إلى بصق الدم في بعض المرات وعلى الرغم من نصح الطبيب لها بالإقلاع عن التدخين إلا أنها لم تستطع كونها تصبح حادة المزاج في حالة ما إذا لم تدخن ويصل بها الأمر إلى إتمام قرابة العلبة في اليوم الواحد خاصة وأنها بدأته صغيرة وكان سبب الآفة تواجد بنات في العائلة يتعاطين السجائر مما استسهل عليها الدخول في تلك الأجواء· أما فتاة أخرى في العشرينيات فقالت إنها هي الأخرى حملت العادة عن زميلاتها بعد أن كن يدخن على مستوى مراحيض المتوسطة في سنوات دراستها، وقالت إنها تدخن بعيدا عن أعين العائلة خاصة وأن عائلتها هي جد محافظة وعادة ما تفر إلى بيوت الأقارب أو تختلي بنفسها في البيت لممارسة تلك العادة· وغيرهن العشرات من العينات التي اكتسبت العادة عن طريق التقليد وحب معرفة خبايا الأشياء دون التفريق بين ما هو سلبي وما هو إيجابي· ويرى مختصون أن إصابة النساء بسرطان الرئة اللواتي تلاحقهن دوما تهمة التدخين لا تكون بالضرورة سببها التدخين بل قد تكون بسبب أزواجهن عن طريق تنفس الدخان لدى النساء (أو ما أطلق عليه بالتدخين السلبي)، إلا أن هذا لا ينفي وقوف التدخين وراء الإصابة، فقد تبين أن ما نسبته 20 بالمائة من الجزائريات مدخنات، ناهيك عن ذهابهن إلى الإدمان على تدخين الشيشة المعطرة والتعرض لمادة الأميونت، كما بينوا أن نسبة خطر الإصابة تتضاعف خمس مرات بسبب التعرض لمادة الأميونت وبعشر مرات، وبخمسين مرة إذا ما اجتمع العاملان معا· وتقدر نسبة الإصابة بالمرض في الجزائر ب 24.4 بالمائة لكل 100 ألف ساكن لدى الرجال و2.9 بالمائة لدى النساء اللواتي أظهرت دراسات حديثة أن هناك عوامل أخرى تقف وراء إصابتهن بسرطان الرئة كالعوامل المنزلية مثل التعرض الطويل لغاز الكربون المنبعث من المدفئات، وتلوث الجو من غبار وروائح بعض المطهرات ومواد التنظيف· ومن جهة أخرى وللوقوف في وجه سرطان الرئة وإنقاذ الفئة غير المدخنة من الإصابة به طالب ناشطون بضرورة الحد من التدخين العشوائي في كل مكان ووضع الإدارات العمومية والخاصة قوانين داخلية ذات أثر عقابي تحظر من خلالها التدخين داخل المكاتب على الأقل أو تخصيص أماكن للمدخنين·