لم تعد بعض دور السينما كما كانت عليه في السنوات الماضية فضاء للترويح عن النفس وتجمعا للعائلات العاصمية الشغوفة والمتطلعة لجديد الإنتاجات الثقافية والأعمال والفنية القيّمة بمختلف عروضها· بل تحولت إلى مكان لالتقاء الأحبة لممارسة الأعمال غير الأخلاقية علنا دون حياء أو وازع ديني نتيجة غياب القيم الحميدة النبيلة وحلت محلها قيم الانحلال والانحراف والممارسات المشينة التي لاتمت بصلة لأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا، حيث راح هؤلاء ضاربين الحياء عرض الحائط طالقين العنان لنزواتهم دون أن يردعهم الشرع ولا القانون· وحتى الخلان نجدهم يقصدون السينما ليقوموا بالرذيلة أمام الأعين دون إعارة الحاضرين أي اهتمام أو حياء من تصرفاتهم الصبيانية والمراهقة كما لو كانوا مراهقين وهذا بعد خدش للحياء علنا، وتكون نتائجه وخيمة على هؤلاء المراهقين القاصدين المكان لمشاهدة تلك الأفلام المتدنية التي لا توحي بأي أفكار ثقافية يستفيد منها الحضور بل هي منتوج يلهب المشاعر· اخترنا نهاية الأسبوع وهو اليوم الذي يعرف تجمعا كبيرا من الأزواج أمام دور السينما بالعاصمة، وخصصنا زيارتنا الأولى إلى قاعة سينما شهيرة فوقفنا على العدد الكبير من الخلان أمام مدخل القاعة، قاصدين السينما من أجل الترويح عن النفس ومشاهدة آخر الأفلام، وما وقفنا عليه هو توافد فئة الخلان بصفة كبيرة كأن القاعة صارت حكرا عليهم دون سواهم، وما لمحناه أيضا هو دخول فئة خاصة ومميزة من المخنثين قاصدين المكان يرمقونك بنظرات حادة كما لو كان المكان مخصصا لهم ولا يريدون مشاركة أحد في هذا الفضاء الذي تحوّل مع الأسف خلال السنوات الأخيرة إلى وكر لالتقاء المشبوهين والمراهقين من الخلان· ومنذ اللحظات الأولى من عرض الفيلم الأجنبي اكتشفنا الطامة الكبرى من بعض المشاهدين وكلنا حسرة وألم على واقع شباب أسرته النزوات، وللأسف بعد أن كانت دور السينما الجزائرية مؤسسات تعرض منتجات ثقافية أصبح بعضها اليوم مؤسسات للانحلال الخلقي في ظل الابتعاد عن تعاليم الدين الحنيف وتتكرر الآفة علنا دون مراعاة مشاعر الآخرين أو احترامهم·