مشاهد غريبة خارجة تماما على النمط الاجتماعي للجزائريين أصبحت تغزو بعض وسائل النقل خاصة منها حافلات النقل الخاص، التي لا يهما أبدا ظهر مثل هذه التصرفات على متن مركباتها فالمهم هو المدخول المادي. إذ يعمد بعض الشباب من الذكور والإناث بالصعود على متن هده الحافلات و القيام بتصرفات غير لائقة من خلال التعانق و التلامس في بينهم، أمام الملا دون حياء، وهذا الملا الذي يتكون من أفراد مختلفين ككبار السن أو الأطفال الذين يندهشون من هذه الأفعال التي لم يروها إلى في بعض المسلسلات والأفلام الأجنبية. ولا حياة لمن تنادي فيما يخص الركاب الذين لا ينهرون هذه الفئة ولا ينبهون السائق وبائع التذاكر إلى هذه الممارسات المشينة في حق حرمة المواطنين الذين خدش حياؤهم، فلا ترهم إلا يستغفرون وينفثون الحمم من أفواههم عسى ان تفهم هذه الفئة المعنية نفسها وتحترم المحيطين بها.. وأكثر خطوط النقل التي تعرف هذه التصرفات هي الخطوط المؤدية إلى شوفالي أين تكون الوجهة الغابة الملاصقة لملعب 5 جويلية، والخطوط المؤدية إلى بن عكنون خاصة خط ساحة الشهداء – بن عكنون، فهذا الخط يعتبر أكثر خط تقبل عليه هذه الفئة خاصة في خط العودة،بعد ان يكملوا نزهتهم في حديقة بن عكنون التي عزفت عنها العائلات بسبب هؤلاء الشباب و الشابات الذين حرموا الحدائق و الغابات على العائلات والآن هاهم وبعد عدم التصدي لهم يزحفون على وسال النقل الجماعية ولا يحترمون في ذلك أي احد فمن المسؤول عن انتشار هذه التصرفات و غياب الحرمة و الحياء عن هؤلاء الشباب الذين يتزايدون أكثر في نهاية الأسبوع في غياب تام لرقابة الأهل،أهم أصحاب النقل الخاص اللاهثين فقط وراء المال ولا عمل لهم إلا تحريك الدنانير في أيديهم فوق رؤوس الركاب لإعلامهم بوجوب دفع التذكرة وتضيق الخناق على الركاب من خلال ملأ الحافلة بأكبر عدد من المواطنين أم المواطنون الصامتون على ممارسة هذه الأفعال أمام أعينهم دون إصدار أي رد فعل يبين غضبهم وعدم رضاهم دون خوف؟ يعرف الجميع انه إذا توجه لأي قاعة سينما في أي منطقة من الجزائر فانه حتما سيجد معظم مقاعدها مستغلة من طرف العشاق من مختلف الأعمار الذين ضاقت بهم الحدائق والغابات، واختاروا أأمن مكان يكون بعيد عن أعين الفضوليين وخاصة معارفهم وعائلاتهم.. ومن يرى التجمعات الكبيرة للشباب أمام قاعات السينما ببلادنا يظن ان السينما في بلادنا في أوج عطائها بدليل إقبال إعداد كبيرة من الشباب على تتبع الأفلام المعروضة في هذه القاعات على كل الفترات الموجودة في رزنامة مواعيد العرض. ورغم ان اغلب العائلات تعرف ان هذه القاعات مملوءة بالشباب والشابات من مختلف الفئات بداية من المراهقين إلى الكهول الذين ضاقت جيوبهم بمصاريف التنقل إلى غابة بن كنون أو مقام الشهيد.. إلا ان هذه الأسر لم تتصور ان احد أبنائها أو بناتها متواجد بهذه القاعات التي يغيب فيها العقل والحياء عند إطفاء الأنوار وبداية عرض الفيلم الذي لا يشاهده احد.. أما أعوان المراقبة العاملون في هذه القاعات فهم يؤكدون أنهم يراقبون بشدة وصرامة قاعة السينما خاصة مع بداية العرض فهم يعرفون حيدا تصرفات و أفعال هؤلاء الشباب، وأحيانا يطردون من وجدوهم في أوضاع مخلة، إلا أنهم ناذرا ما يجدونهن في متلبسين بأفعالهم فهم يكفون عن أفعالهم بمجرد مرور المراقب من أمامهم. كما يؤكد هؤلاء الأعوان ان لا حيلة لهم في الأمر فهم يعرفون جيدا ان هذه الفئة تأتي خصيصا إلى السينما من اجل الاختباء من الأعين، إلا أنهم لا يستطيعون ان يطردوهم ولا أن يمتنعوا عن بيعهم التذاكر رغم ان بعض الوجوه أصبحت مألوفة لديهم،لها مواعيد محددة مع هذه القاعة أو تلك. أن الربح التي تجنيه قاعات السينما في الجزائر يرجع في اغلب و للأسف لهذه الفئة، بعد أن عزف الجزائريون على الإقبال على السينما في السنوات الأخيرة بعد ان كانت القاعات تضيق بالمواطنين والعائلات من مختلف الفئات في سنوات الثمانينات يتابعون كل الأفلام التي تعرض في السينما بلا استثناء، إذ كانوا متعطشين لكل جديد أما الآن فقد تركوا المجال لهذه الفئة التي استطاعت ان تطبع القاعات بسمعة سيئة للغاية، فحتى هناك بعض لمهتمين أو العائلات التي نرغب أحيانا في تتبع عرض فيلم خاصة إذا كان جديدا في السينما إلا أنها تصطدم بهذه المناظر ولا تكمل تتبع العرض. المشكل أن عدد قاعات السينما في الجزائر قل بشكل كبير بسبب قلة الإقبال وبالتالي نقص الإيرادات، ولم تبقى إلا بعض الصالات في الشوارع الرئيسية وبعض القاعات الصغيرة في بعض الأحياء الشعبية التي تعتبر أكثر حظا من حيث التوافد من اجل المشاهدة فقط من طرف أبناء هذه الأحياء خاصة في عروض الأفلام الأجنبية. ولتغطية هذا العجز المالي فان بعض القاعات فتحت أبوابها لاستقبال مختلف النشاطات المبرمجة من طرف مختلف الهيئات و هذا بالتعاون مع البلديات المتواجدة في نطاقها قاعة السينما،فكانت الحفلات والمحاضرات والمهرجانات ذات تأثير ايجابي على هذه القاعات من حيث الجانب المادي ومن ناحية غلق الباب أمام المستغلين للظلام.