تزايد عدد قتلى حافلات النّقل الجماعي بالجزائر، حيث كان آخر حادث وقع بولاية عين الدفلى يتمثّل في انحراف مركبة من الحجم الصغير تقلّ 13 شخصا من مختلف الأعمار عن مسارها الطبيعي متسبّبة في قتلى وجرحى، ممّا يطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة المركبات التي تهدّد من يوم لآخر سلامة المسافرين وما مدى تطبيق الإجراءات للحدّ من القتل الجماعي عبر طرقاتنا، وعلى السلطات المختصّة التحرّك فورا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه· لقي أوّل أمس ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب 10 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في حادث انقلاب حافلة لنقل مسافرين على مستوى الطريق الولائي رقم 154 الرّابط بين بلديتي الروينة وزدين بالجنوب الغربي لعاصمة الولاية عين الدفلى، حيث انحرفت الحافلة من النّوع الصغير بالمكان المسمّى (أولاد الجيلالي)، ممّا أدّى إلى وفاة ثلاثة أشخاص بعين المكان من بينهم امرأة وإصابة عشرة آخرين بعضهم في حالة خطيرة تمّ نقلهم إلى مستشفى (سيدي بوعبيدة) بالعطاف، حيث جنّدت مصالح الحماية المدنية أربع سيّارات لإسعاف الجرحى وفق ما أكّده المكلّف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية الملازم كمال حمدي. ويعود السبب الرئيسي للحادث وضعية الطريق الزلجة بفعل التساقطات المطرية التي شهدتها الولاية خلال 48 ساعة الأخيرة، حيث تجاوزت كمّية الأمطار 44 ملم، فيما يعتبر عامل السرعة من بين أهم الأسباب وراء هذا الحادث المميت· ويضاف هذا الحادث الخطير إلى مسلسل الحوادث التي باتت طرقات مختلف الولايات تسجّلها، كان آخرها حادث المرور الذي شهدته ولاية تيارت حيث لقي 19 شخصا مصرعهم في انقلاب حافلة لنقل المسافرين في منعرج قبل أن تهوي في واد بمحاذاة الطريق الوطني رقم 23 الرّابط بين تيارت وغليزان بمنطقة غردوفة على بعد 340 كيلومتر غرب الجزائر العاصمة، إلى جانب بعض الحوادث الخطيرة التي باتت تسبّبها حافلات نقل المسافرين. وخلّف حادث انقلاب حافلة لنقل المسافرين بتاريخ 27 مارس الماضي ب (الطريق الولائي 43) عند المخرج الشرقي لبلدية (سطارة) بجيجل إصابة 27 راكبا بجروح متفاوتة الخطورة عندما كانت الحافلة تتنقّل على الخطّ الرّابط بين قرية برج علي ومدينة الميلية، قبل اصطدامها بسيّارة نفعية وانحرافها عن الطريق في منعرج على مستوى المكان المسمّى (بن جابر) بالمخرج الشرقي لبلدية (سطارة)، حيث انقلبت في منحدر خطير. كما خلّف حادث مرور آخر وقع في الساعات الأولى من يوم 30 من الشهر نفسه ببسكرة على (الطريق الوطني رقم 3) بمنطقة عين الدابة بإقليم بلدية أوماش، 22 جريحا كانوا على متن حافلة كانت قادمة من ولاية ورفلة· وكان آخر حادثين في كلّ من ولايتي البويرة والمدية، واللذين خلّفا مقتل شخص وإصابة 29 جريحا. هذا، وسجّلت الجزائر خلال شهر جانفي المنصرم فقط 92 حادثا مروريا، بينما وصل عدد الحوادث التي كانت وراءها العام المنصرم إلى 1584 حادث، حسب أرقام قيادة الدرك الوطني· وارتفعت نسبة حوادث الحافلات بزيادة 394 حادث مرور، أي بنسبة 28 بالمائة مقارنة بسنة 2010 التي عرفت وقوع 1235 حادث، علما أن حوادث مركبات النّقل المشترك، وهي حافلات نقل المسافرين، البضائع وسيّارات الأجرة، قد خلّفت العام الماضي 1527 قتيل، أي ما يعادل 39.86 بالمائة من مجموع الكلّي لقتلى إرهاب الطرقات و14 ألف و675 ألف جريح، أي ما يعادل 32.66 بالمائة من المجموع الكلي لجرحى حوادث الطرقات، وأشار في ذات الصدد تقرير المنظّمة الوطنية للنّاقلين الخواص إلى أن حوادث المرور تقتل يوميا 14 شخصا وعن وجود 12 مليون مستعمل للطرقات يوميا، و70 ألف حافلة و150 ألف سيّارة أجرة و4 ملايين سيّارة سياحية وأكّد أن ما تتسبّب فيه الحافلات من حوادث مرور لا يتجاوز 4 بالمائة·