لقي 21 شخصا مصرعهم وجرح العشرات في حادث مأساوي إثر انقلاب حافلة من نوع ''هونداي''، وقع في حدود الساعة الثانية والنصف من صباح أمس، بمنعرجات قرطوفة، 5 كيلومترات شمالي تيارت. تدخل مواطنون يقيمون بمزرعة بن شداد تقع أسفل الطريق الوطني رقم 23، لنقل الجرحى، حيث استعملوا جرارا لأحد السكان لنقل الضحايا من موقع الحادث. وبعد تدخل المصالح المعنية التي وفرت الإنارة، عثر على جثث الضحايا متناثرة وسط الأشجار وصراخ الجرحى الذين كانوا يطالبون بالنجدة، فيما كان سائق الحافلة عبد الهادي بلحواص، 54 سنة، الوحيد الذي بقي في الحافلة بسبب حزام الأمن. وحسب هذا الأخير، الذي يرقد بمستشفى يوسف دمارجي، فإن سبب الحادث يعود إلى أن الطريق كان لزجا، ما حال دون تحكمه في الحافلة بعد أن حاول تخفيض السرعة في ثاني منعرج بطريق قرطوفة، غير أن الحافلة هوت في منحدر شديد الانخفاض على مسافة 200 متر تقريبا. وكانت الحافلة قد انطلقت من مدينة حاسي مسعود في حدود الساعة الثالثة والنصف، وعند وصولها إلى مدينة الأغواط، استلم القيادة سائق آخر. وقد تباينت شهادات الناجين من الحادث، والذين يرقد 30 منهم في مصلحة الاستعجالات بمستشفى تيارت، بينما تم تحويل 6 جثث إلى كل من مستشفى مدينة الرحوية ومستشفى فرندة، فيما احتفظ ب 13 جثة بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى يوسف دمارجي بتيارت. ولم يتم التعرف، لحد الآن، على هوية 6 جثث، في حين تمكن آخرون من تحديد هوية أقاربهم، على غرار شيخ قدم من مدينة وهران تعرف على جثة صهره الذي تشوه وجهه من شدة الحادث. وعاش مستشفى تيارت حالة طوارئ غير مسبوقة، نتيجة توافد العشرات من الأشخاص الذين قدموا من مختلف الولايات للتعرف على ذويهم، خاصة أهالي وأصدقاء أعوان حراسة وأمن، يعملون بشركة سوناطراك بحاسي الرمل، خرجوا في عطلة وعددهم ستة بين جرحى وقتلى. وقد فتحت إدارة المستشفى خلية أزمة، واستقبلت من خلالها أهالي الضحايا وأطرتها مجموعة من الشباب من أخصائيي علم النفس. من جهته، تنقل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في حدود الواحدة ظهرا إلى مستشفى تيارت، لمعاينة حالة الضحايا. حافلات الموت تحصد روح أحد ركابها بالمدية وفي حادث آخر، لقي شخص يبلغ من العمر 52 سنة، حتفه يوم أمس، بعد سقوطه من إحدى الحافلات المهترئة، تربط وسط مدينة المدية بحي قطيطن، وذلك إثر انفتاح باب الحافلة بصفة مفاجئة في إحدى المنعرجات، ليجد الضحية نفسه ملقى على الأرض، وقد تم نقله إلى مستشفى المدية، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وتعتبر الحادثة بمثابة استمرار لمسلسل فضائح النقل بالمدية، بعد تلك الحادثة التي خلفت خمسة قتلى وأكثر من 48 جريحا بحي الغزاغزة قبل أقل من شهرين. وكان مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، السيد الهاشمي بوطالبي، قد سبق أن كشف خلال ندوة ''الخبر''، أن الشاحنات والحافلات وراء وفاة نصف عدد ضحايا حوادث المرور بنسبة 55 ,40 و07, 32 بالمائة من عدد الجرحى العام الماضي، مبرزا أن نقص تكوين سائقي هذا النوع من المركبات وراء 4449 حادث مرور. كما قال السيد الهاشمي بوطالبي، إن عدد ضحايا حوادث مركبات نقل المسافرين والبضائع، أكبر بكثير من عدد الضحايا الذي تخلفه الأصناف الأخرى من المركبات. علما أن عدد مركبات نقل البضائع تشكل 13 ,29 بالمائة من مجموع الحظيرة الوطنية، في حين أن مركبات نقل الأشخاص والحافلات وسيارات الأجرة تمثل نسبة 2 ,75 بالمائة. وأشار مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، إلى أن مدة التكوين الذي يتلقاه سائقو الشاحنات والحافلات، جد قصيرة وغير كافية لتأهيلهم.