عبر سكان مدينة بجاية عن تذمرهم الكبير إزاء استفحال ظاهرة انعدام النظافة في أحياء عاصمة الحماديين، حيث كانت في وقت سابق أنظف مدينة على مستوى القطر الجزائري إذ تحصلت على الجائزة الثانية في هذا الموضوع، لكن يبدو أن السلطات المحلية لا تعير أدنى اهتمام للبيئة والمحيط، مما تسبب في انتشار الفوضى على مستوى الأماكن العامة وفي الشوارع الكبيرة والفرعية· ورغم المزايا الطبيعية التي تزخر بها هذه الولاية إلا أن الإنسان كان السبب الرئيسي في حدوث هذه المعضلة التي تمس بالجانب الصحي، وحسب المعلومات المتحصلة عليها، فإن الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء هذه الظاهرة السلبية تعود إلى ذهنيات وسلوكيات المواطنين التي بقيت منحصرة في المصلحة الفردية على حساب المصلحة العامة، إذ أن تكريس ثقافة النظافة في الوسط الاجتماعي تتطلب عملا ميدانيا متواصلا وعمليات تحسيسية مكثفة، حتى تصبو إلى تحقيق الأهداف المنشودة والرامية إلى خلق محيط نظيف يعكس الصورة الحقيقية لمدينة كانت يوما من الأيام عاصمة الشرق الجزائري، ورغم المجهودات المبذولة على الصعيد الميداني إلا أن هناك جانبا هاما يجب أن يرافق هذا التوجه من خلال التفكير في وضع إستراتيجية مستديمة ومستقبلية، وهذا يمكن أن يؤسس لثقافة ووعي اجتماعي يأخذ بعين الاعتبار المشاكل التي تواجه مسيرة التنمية المحلية، وفي نفس السياق يبدو أن مصالح النظافة على مستوى بلدية بجاية تعاني من عدة عراقيل من بينها النقائص المسجلة من حيث العتاد والإطار البشري _ العمال- فالكثيرين منهم يفضلون التسكع في الطرقات بدل أن يشاركوا في نظافة المدينة، وحسب مصادر مقربة من المصالح المعنية، فإن الإدارة المسؤولة قد اتخذت إجراءات صارمة لتدعيم حظيرة العتاد من جهة وتوفير اليد العاملة التي تأمل في ضمان مستقبلها·