تعاني ولاية بجاية من مشكلة عويصة لها علاقة بالبيئة والمحيط، حيث أن غياب الثقافة اللازمة في أذهان المسؤولين والسكان، أثر سلبا على واقع هذا القطاع وعلى مستقبله، ولعل المشاهد البذيئة الناجمة عن الأكوام المكدسة من القاذورات والقمامات المنزلية والنفايات، ورميها بطرق عشوائية في مختلف الأحياء والمواقع السكنية دليل على أن هناك خللا ما في تسيير هذا القطاع أو أن العديد من لهم صلاحية متابعته ميدانيا، لا يهمهم هذا الأمر، رغم أن المنطقة برمتها ذات طبيعة سياحية بلا منازع وهي جوهرة الجزائر كما وصفها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أثناء زيارته إلى الولاية خلال الحملة الاستحقاقية الرئاسية الأخيرة، ويبدو أن المجهودات المبذولة على أرض الواقع تحتاج إلى المزيد وإلى خطوات جريئة لتحسين أوضاع المحيط والبيئة بتفعيل كل العناصر التي تساهم لتحقيق هذا الهدف المنشود، كما أن فضلات المؤسسات الصناعية التي ترمى في الأودية وفي الطبيعة بدون رقيب شكلت عائقا كبيرا في معالجة هذا الموضوع، ناهيك عن نفايات مستودعات التنظيف والتشحيم وغيرها، وكلها أعلنت الحرب ضد نظافة المحيط ونقاوة البيئة، فسنة 2011 لم تكن في المستوى المطلوب لكبح ظاهرة التعدي الصارخ والتأثير السلبي على الطبيعة من محيط وبيئة، ولوحظ من خلال الأرقام المقدمة من قبل أخصائيي الأمراض الصدرية، الخطر الصحي المحدق بالسكان وهناك احتمال استفحال تنامي مرضى الربو بسبب النفايات الغازية التي ترمى في الجو، وهذا في غياب أي جهة تتكفل بهذا الجانب، والخبراء يدقون ناقوس الخطر بسبب التلوث البيئي الذي يحمل معه مخاطر كبيرة، قد تكلف الدولة أموالا طائلة وبالعملة الصعبة·