يشهد كل من وطأت قدماه ولاية جيجل بما فيهم كبار المسؤولين الذين زاروها، على نظافة مدينتها ومرافقها العمومية، واعتبروها من أنقى المدن على مستوى الوطن. وحتى في فصل الصيف الذي تعرف فيه إقبالا قياسيا للمصطافين، فاق العشرة ملايين هذا الموسم، بقي وجه المدينة خال من القذارة وأكياس القمامة. لكن دوام نظافة ونقاء مدينة جيجل لا يعود إلى صغر مساحتها أو قلة الحركية الاقتصادية بها، بل يعود إلى الأهمية البالغة والإمكانات المسخّرة من طرف القائمين على هذا القطاع. العمل بنظام 7 على 7 أيام فالعتاد المخصّص لنقل وتفريغ النفايات يفوق العشرين مركبة، ممثلة في الشاحنات الضاغطة وذات الحجم الكبير، إضافة إلى الجرارات والجرّافات التي يستعان بها عند الضرورة بعد أن تمّ تجديد حظيرة البلدية من العتاد القديم، الذي كان يسبّب مشاكل جمة ويعيق عملية رفع القمامة. ويتم توزيع هذه الشاحنات على أحياء المدينة، وكل واحدة يرافقها ثلاثة أعوان نظافة تباشر عملها في الصباح الباكر، وفي كل أيام الأسبوع بما فيها يومي الجمعة والسبت، وهذا من أجل تجنّب تكدّس النفايات خاصة أيام الحرارة ممّا يساعد على انتشار الرائحة الكريهة والأوبئة. وحسب رئيس حظيرة بلدية جيجل، الذي زوّدنا بكامل المعلومات عن الصيغة التي تتعامل بها مديرية الصيانة والشبكات التي تشرف على تسيير هذا الجانب الحسّاس، فإنّ أكثر من 100 عون نظافة مجنّدون لمهام رفع وتفريغ القمامة. وعن الفترة التي تكون أكثر صعوبة ويزداد فيها ضغط العمل بصورة كبيرة، قال أن فصل الصيف هو أكثر فترة موسمية صعوبة على العمال، حيث يزداد فيه حجم النفايات إلى 3 أضعاف مقارنة بأيام السنة الأخرى، ممّا يستلزم بذل مجهودات كبرى من أجل الحفاظ على نقاء محيط المدينة، حيث تؤجّل العطل السنوية لأغلبية العاملين. وخاصة المسؤولين. وبصفته مسؤولا على العتاد، لم يأخد عطلته منذ أربع سنوات نظرا لظروف العمل. أمّا بخصوص طريقة توزيع المهام خلال هذه الفترة، فإنها تتم بدوام مستمر في أغلب الأحيان، إذ تقوم شاحنات التفريغ بثلاث دورات رفع يوميا لأن الفترة الليلية لا تكفي وحدها لحمل جميع القاذورات. ويعود السبب الرئيسي لارتفاعها بهذه الصورة، إلى الحركية الكبيرة التي تشهدها الولاية في فصل الصيف، وكثرة إقبال المصطافين الذين ازدادت أعدادهم في السنوات الأخيرة بشكل كبير. وللحفاظ على وجه المدينة السياحي، يجب توفير محيط نظيف ونقي يعطي راحة لدى الزوار وأهل المدينة، ويلقى استحسانهم. الاستفادة من مركز الدفن التقني خفّف من ضغط العمل ويضيف محدّثنا أنّ كثافة العمل تسبّب مشاكل جمّة لدى القائمين على القطاع، نظرا لكثرة الأعطاب التي تتعرّض لها الشاحنات بسبب الحرارة الشديدة، والعمل لساعات عديدة خاصة لما كان يتم ّنقل النفايات إلى مفرغة مزغيطان، والتي تقع في مكان مرتفع وسط الغابات التي تحيط بالمدينة، وعورة مسلكها المرتفع تحدث أعطابا دائمة تحتّم تأجيل عملية النقل والتفريغ. وكانت هذه المفرغة غير مؤطّرة، ويتم التفريغ فيها بصفة فوضوية لبعدها عن التجمعات السكنية فقط، ولكن بعد المعاناة الكبيرة التي تسبّبها للقائمين على قطاع النظافة والخسائر المادية، استفادت المصلحة من مركز للدفن التقني يقع على الطريق الرابط بين حي المقاصب وقرية بني احمد، وهي مفرغة مؤطّرة من قبل إداراة تنظّم عملية التفريغ، وساهمت بقسط وفير في تسهيل ظروف العمل نظر لسهولة المسلك المؤدي إليها وقربها إلى أحياء المدينة، وتتوفّر على خزّانين يعملان بالتداول يلجأ لكل واحد منهما بعد تشبّع الآخر، ويستقبل هذا المركز ما يزيد عن 90 طن من النفايات يوميا خاصة كلها بمدينة جيجل فقط، ويعتبر مركز الدفن هذا الوحيد على مستوى ولاية جيجل. وتعاني البلديات الأخرى من عشوائية تفريغ النفايات، حيث يلجا إلى رميها في المناطق البعيدة عن الأماكن الآهلة بالسكان، وتذهب ضحية هذا الأراضي الصالحة للزراعة في بعض الأحيان، وتعبر الميلية إحدى البلديات التي تبحث عن أماكن مناسبة لتفريغ القمامة.