ما يثير الانتباه أن حي 100 دار بالجلفة معروف بكون الكثير من ساكنيه يمتهنون تربية المواشي داخل المحيط العمراني بالمستودعات، مما يجعل باقي السكان في خانة الخطر، لكون هذا الأمر يعتبر منطلقا للعديد من الأمراض يأتي على رأسها مرض " الإشمانيوز "، وهو ما جعل السلطات المحلية في الكثير من المرات تؤكد على ضرورة عدم تربية المواشي داخل المحيط العمراني إلا أن ذلك لم يردع انتشار هذه الظاهرة. ومع اقتراب شهر رمضان المعظم، وفي ظل هذه الوضعية وخوفا من أي تداعيات محتملة، طالب بعض سكان حي 100 دار من السلطات المحلية والهيئات المختصة بضرورة التدخل وسن قوانين ردعية لمتابعة ظاهرة المذابح والمسالخ غير الشرعية المنتشرة داخل الحي، وكذا الحد من ظاهرة تربية المواشي داخل المحيط السكني نظرا لما تشكله من أخطار كثيرا على صحتهم وصحة أولادهم . وأكدت مصادر محلية لجريدة "أخبار اليوم" بأن الحي السكني المعروف ب 100 دار بالجلفة، والذي يعتبر من أكبر الأحياء الشعبية على مستوى عاصمة الولاية ينام على ما يربو من 30 مذبحا ومسلخا غير شرعي، تتواجد بالعديد من المستودعات التي تمارس هذه المهنة تحت الستار وبعيدا عن أعين الرقابة، وأشارت ذات المصادر بأن هذه المذابح تعتبر قبلة لعشرات الأشخاص القاصدين نحر مواشيهم ، في ظل غياب أدنى شروط الصحة والنظافة . هذه الظاهرة عرفت رواجا كبيرا مؤخرا من خلال عدم وجود أي متابعات لأصحاب هذه المذابح التي منها من يمارس هذا النشاط منذ سنوات عديدة ، وتفيد المصادر ذاتها على أن غض البصر الممارس أو عدم وجود معلومات مؤكدة للجهات المختصة، ساهم بشكل كبير في تنامي هذه الظاهرة التي تعتبر غير صحية بجميع المقاييس . وفي جولة قصيرة للسوق الشعبي المعروف بسوق "الرحمة" والذي يتوسط الحي المذكور تقف على عشرات " فرائس " اللحم المعلقة والتي لا تحمل ختم الجهة المعنية بالنحر ولا أي إشارة لمكان ذبحها وسلخها ، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول من يكون وراء تسويق هذه اللحوم بهذا الشكل الكبير، في الوقت الذي لم يسجل أي تحرك لمصالح المراقبة وقمع الغش على مستوى هذا السوق الشعبي من أجل تحديد مصادر هذه اللحوم ومدى صحية ذلك ، فيما ذهبت مصادرنا إلى غاية التأكيد على أن هذه اللحوم يتم تسويقها أيضا في عديد من المحلات المفتوحة بطرق غير قانونية بالأحياء الفرعية لمدينة الجلفة . بالناحية المقابلة، وفيما يخص أسعار اللحوم البيضاء فقد عرفت بدورها ارتفاعا رهيبا، عبر كامل محلات ولاية الجلفة، وصعدت بدرجة صاروخية حتى وصلت في عدد من البلديات إلى 310 دينار قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك مما يعني أنها قد تسير جنبا إلى جنب مع اللحوم الحمراء في أسعارها. وذكر بعض المستهلكين ل " أخبار اليوم" أن هذا الارتفاع التدريجي بدأ يسجل منذ نحو أسبوع حتى تجاوز سقف 300دينار بعدد كبير من البلديات المعروفة بأسواقها الكبيرة كعين وسارة ، حاسي بحبح ، مسعد، وغيرها، أما في عاصمة الولاية الجلفة والتي تسجل دائما أسعارا رخيصة للحوم البيضاء فإن لحم الدجاج وصل إلى 280 دينار للكيلو غرام الواحد . ومن جهة أخرى ذكر بعض التجار أن الأسباب الخفية لهذا الارتفاع لا تعود إلى عدم تربية الكتاكيت الصغيرة تخوفا من الحرارة فقط بل هناك مضاربون ومحتكرون يقومون بتخزين الدجاج وعدم الإقدام على ذبحه وبيعه تحسبا لشهر رمضان باعتبار أن الدولة تقوم باستيراد اللحوم الحمراء وقد تعرف تدنيا أو استقرارا في أسعارها، وبالتالي يتم التعويض من طرف هؤلاء المضاربين في اللحوم البيضاء . وأدت سياسة الاحتكار والتخزين إلى الندرة ومن ثمة إلى غلاء أسعاره التي تسجل هذه الأرقام لأول مرة بولاية الجلفة في فصل الصيف وأكثر من هذا فإن الندرة في لحوم الدجاج تبدو واضحة للعيان بمجرد التجوّل بين محلات الجزارة خاصة مع المساء، حيث أصبحت هذه الظاهرة حديث العام والخاص بكل الأسواق والمحلات بولاية الجلفة خصوصا أصحاب الدخل المتوسط والضعيف الذين يجدون في لحوم الدجاج ضالتهم لسعرها المناسب. وتحسبا لزيادة الأسعار في شهر رمضان هذه السنة فقد طالب سكان الجلفة من الجهات المختصة بضرورة فرض الرقابة على تلك النشاطات التجارية من حيث الأسعار المتداولة لمنع التجار من تسليط جشعهم على المستهلكين.