يكابد سكان حي النجمة - “شطيبو” سابقا - التابع إداريا لبلدية سيدي الشحمي مرارة العيش في عزلة خانقة، وأضحت يومياتهم لا تختلف عن سكان البوادي نتيجة انعدام المياه الصالحة للشرب، الكهرباء ووسائل النقل أبدى سكان الحي الذي يضم مواطنين من مختلف ولايات الوطن نزحوا إليه خلال العشرية السوداء، عن امتعاضهم من الظروف المزرية التي يتخبطون فيها نتيجة غياب النقل والماء الصالح للشرب والكهرباء. وإلى جانب ذلك، يعاني السكان من نقص كبير في عدد المؤسسات التربوية، بحيث تتواجد ثانوية واحدة لأزيد من ألف ساكن، ما نجم عنه تسجيل أكثر من 46 تلميذا في القسم عبر جميع الأطوار. كما يشكو المواطنون من غياب الأمن، حيث يعرف الحي بكثرة الاعتداءات والسرقات وعمليات السطو على المنازل والممتلكات، إلى جانب انعدام قنوات الصرف الصحي واهتراء الطرقات وانتشار الحفر، إذ أن معظم الشوارع تشبه إلى حد كبير مسالك سكان الأرياف لكثرة الغبار المتطاير إثر مرور السيارات. أما عن الخدمات الصحية فهي ضعيفة في ظل توفر الحي على سيارات أجرة جماعية غير الشرعية “كلونديستان” التي لا تتمكّن من الخروج من المحطات الفوضوية التي تتوقف فيها إلا بشق الأنفس، حيث تستغرق العملية ربع ساعة مما يثير أعصاب المواطنين وأصحاب تلك السيارات وفي الكثير من المرات يتطور الأمر إلى مشاجرات، ما يجعلها تتحول إلى حلبة للملاكمة بين أصحاب النقل والمواطنين في كثير من الأحيان، وهذا في غياب مديرية النقل التي تبقى غائبة عن تنظيم القطاع الذي يحتاج إلى يد من حديد. وفيما يبقى السكان يناشدون السلطات المحلية لإخراجهم من عزلتهم وتحسين الخدمات، فإن العديد من الأمراض تهدد صحة السكان نتيجة انعدام النظافة وانتشار الأوساخ التي يلعب في وسطها الكثير من الأطفال، مما يجعلهم معرضين للإصابة بأمراض خطيرة، لا سيما وأن الحي يتوفر على تجزئة سكنية يقطنها الكثير من الموّالين ممن نزحوا إلى الولاية خلال العشرية السوداء رفقة عائلاتهم، حيث يزاولون نشاط تربية المواشي التي تخلف يوميا أكوام من الأوساخ ترمى في الشوارع دون أن تصلها شاحنات رفع القمامة مما زاد من تدهور محيط الحي.