تجارته انتعشت بمحلات سطاوالي "الشيفون الفخم" يستقطب شخصياتa سياسية وفنية في جولة استطلاعية لإحدى شوارع مدينة سطاولي غرب العاصمة لمحنا المحلات الفخمة والمطاعم المتراصة نظرا للطابع السياحي الذي تتميز به المدينة فهي قبلة للسياح وإقامة للشخصيات السياسية والفنية بها·· هذه المحلات الفخمة تجاورها أخرى لا تقل فخامة عنها لكنها مختصة ببيع الملابس المستعملة أو ما يعرف في الوسط الشعبي ب(الشيفون)· الغريب في الأمر وأنت تمشي بين محلات سطاوالي هو ذلك الانتشار الكبير والمفاجئ لمحلات الألبسة المستعملة، إذ أصبحت تنافس المحلات الأخرى في عددها وأصبح لها زبائن أوفياء يأتون يوميا لفرز الشيفون، والأغرب من ذلك هو تخصيص محلات كبيرة المساحة وعند دخولك إياها تشعر وكأنك في مركز تجاري كبير متعدد الخدمات والأجنحة، كل جناح يبيع نوعا من أنواع الملابس، وجناح مخصص للثياب النسوية وآخر للثياب الرجالية وآخر مخصص لبيع الأحذية··· حتى الدمى لم تسلم من ذلك إذ خصص لها جناح خاص بها· سألنا عن الأثمان ومعقوليتها وتحاورنا مع الباعة والزبائن وكانت الآراء أغلبها متشابهة وبعضها كان مثيرا للفضول، (شخصيات فنية وأخرى سياسية معروفة تأتي إلينا مع عائلاتها)، هذا ماقاله لنا السيد (سمير موهوب) وهو من مالكي أحد هذه المحلات، إذ أكد لنا بأن محله يستقبل شخصيات ذات وزن ثقيل في المجتمع السياسي والمدني لتختار من الثياب المعروضة وحدها أو بمصاحبة أفراد عائلاتها ومن بين هؤلاء الشخصيات نواب برلمانيون ووكلاء جمهورية ورؤساء أحزاب، كما يتوافد عليه إطارات يعملون بالبنوك والمؤسسات المالية بغرض اقتناء بذلات يعتقدون أنها أحسن بكثير من تلك المصنوعة وطنيا أو من الإنتاج الصيني الذي اجتاح أسواق البلاد· مضيفا أن هذه الثياب تتمتع بجودة عالية رغم استعمالها فموطنها الأصلي إما بلجيكا أو سويسرا أو ماليزيا، وكل هذه البلدان تتمتع صناعتها بالنوعية الراقية عكس المنتجات الصينية المفبركة· مما زاد من فضولنا أثناء دخولنا لمحل السيد سمير موهوب هي تلك الرائحة الزكية عكس ما كان معهودا من رائحة الشيفون التي عادة ما تسبب حساسية في الأنف وهذا ما من سبب غير أن هذه الألبسة المستوردة تمر بعدة مراحل قبل تسويقها أولى هذه المراحل هو مرورها على مركز طبي لفحصها وأخذ عينة منها وتحليلها للتأكد من أنها لا تحمل أمراضا ولا جراثيم من البلاد المصدرة لهذه الملابس، وبعد هذه المرحلة يحصل المستورد على شهادة النظافة والشهادة الصحية التي تقدمها له وزارة الصحة والمستشفيات ثم تغسل هذه الملابس وتُكوى، ومن الأمور التي اكتشفناها وجود غرفة كواليس وهي تلك الغرفة التي لا يراها الزبائن، إذ توجد بها فتيات بعمر الزهر يقمن بكي وخياطة وترتيب الثياب التي انكمشت أو تلاشت خيوطها أو تثبيث إحدى أزرارها· حتى لذوي الدخل المحدود.. رغم أنها ثياب مستعملة ومستوردة من بلدان غريبة والقدم قد بان عليها إلا أنها تباع بأثمان تكاد تكون غير معقولة بالنسبة للمواطن العادي هذه الكلمات قالها السيد (عمر· س) وهو من أحد زبائن المحلات وقد ظهرت عليه ملامح التعب من متطلبات هذه الحياة، جاء إلى هذا المحل عسى أن يحالفه الحظ في اقتناء بعض قطع الثياب من أجل صغاره الثلاثة الذي لم يستطع كسوتهم بثياب جديدة وهذا لمحدودية دخله الذي لا يكاد حسب قوله أن يكمل نصف شهر، في حين أن السيدة (س· ن) وهي موظفة بقطاع الصحة تقول بأنها ترتاد هذه المحلات من حين لآخر تتفقد ما إذا أحضر صاحب المحل سلعة جديدة وإن كانت قديمة· كما أضافت أن الأثمان في متناول الجميع لا فرق بين غني وفقير وهنا تظهر خبرة المشتري في اقتناء الثياب المناسبة· جامعيات وشبان يبحثون عن الموضة ونحن نتجول في أروقة المحل الذي يكاد لا يكون شاغرا بالزبائن كان من أبرز من دخله شابات حسناوات المظهر والملابس، كنّ منهمكات في البحث عن شيء أنيق ورخيص خاصة وأن معظم الفتيات تتابع آخر صيحات الموضة وذلك بالحرص على اختيار الألوان والتفصيلات التي تتماشى وهذه الأيام في أسواق الملابس دون أن ننسى الثياب الرجالية التي تميزت بالجودة وغلاء الأسعار مقارنة بالثياب النسوية وهذا ما وجدناه في محلات الألبسة المستعملة، إذ التقينا بالشاب (ف·خ) الذي قال: (رغم قدمها فهي أحسن بكثير من تلك التي تباع على الأرصفة أو بعض المحلات وإن كانت جديدة نظرا لعدم إمكانية معرفة الماركات الأصلية من تلك المزيفة بعد دخول السلع الصينية الهشة التي اكتسحت المحلات والطرقات)· وما يلفت الانتباه منظر لم تألفه عيوننا من قبل كونه يوجد بداخل هذه المحلات محل صغير تباع فيه العطور ومواد التجميل بمختلف أنواعها وقد تسألنا عن هذا الخلط ولكنه يبدو فقط في الظاهر إلا أن هذه الفكرة كانت ذكية من صاحب المحل الذي لم يبخل علينا وصارحنا بأن هناك الكثير من الناس يرغبون في التوجه لهذه المحلات من أجل شراء بعض الملابس لكن الخجل يمنعهم من ذلك بل يمنعهم حتى من الدخول أو الشراء، فتبادرت هذه الفكرة في ذهن صاحب المحل في أن يجعل محلا داخل محل حتى يساعد الزبون الخجول من دخول محله دون أن يحرج· سمراء بوعلام الله * السيد (سمير موهوب) وهو من مالكي أحد هذه المحلات أكد لنا بأن محله يستقبل شخصيات ذات وزن ثقيل في المجتمع السياسي والمدني لتختار من الثياب المعروضة وحدها أو بمصاحبة أفراد عائلاتها ومن بين هؤلاء الشخصيات نواب برلمانيون ووكلاء جمهورية ورؤساء أحزاب كما يتوافد عليه إطارات يعملون بالبنوك والمؤسسات المالية بغرض اقتناء بذلات يعتقدون أنها أحسن بكثير من تلك المصنوعة وطنيا أو من الإنتاج الصيني الذي اجتاح اسواق البلاد· * هذه الثياب تتمتع بجودة عالية رغم استعمالها فموطنها الأصلي إما بلجيكا أو سويسرا أو ماليزيا وكل هذه البلدان تتمتع صناعتها بالنوعية الراقية عكس المنتجات الصينية المفبركة·