محطة فاصلة·· منعرج حاسمة·· اللحظة المفصلية·· يوم التغيير·· ساعة الحقيقة·· كلها أوصاف ونعوت أطلقت على يوم العاشر ماي الذي يقترن في بلادنا بالانتخابات التشريعية التي سترسم ملامح وتفاصيل تشكيلة المجلس الشعبي الوطني الذي سيتولى بدوره عملية الإعداد لدستور جديد يُنتظر أن يغير شكل النظام الجزائري، ويؤشر على ميلاد جمهورية ثانية، يكون المواطن فيها صاحب القرار الأول، من خلال إعطاء مساحات أكبر من الصلاحيات لنواب البرلمان الذين ستفرزهم انتخابات العاشر ماي التي تجري وسط ظروف داخلية غير مسبوقة، واهتمام خارجي تاريخي·· وإذا كانت أنظار العالم بأسره ستتجه اليوم نحو الجزائر، فإن أنظار الجزائريين ستتوجه نحو الصناديق التي ستقول كلمتها بعد فرز أصوات ملايين الناخبين، في استحقاق سيكون فيه 44 حزبا، و183 قائمة حرة، في مواجهة صعبة جدا مع (حزبين) كبيرين·· حزب المقاطعة، وحزب (الورقة البيضاء)!·· رهانان أساسيان رهانان أساسيان سيواجهان ملايين الجزائريين يوم الخميس العاشر من ماي 2012، يتمثل الأول في إنجاح الاستحقاق، وإثبات أن الجزائر قد عاشت ربيعها فعلا، وانتقلت إلى مصاف البلدان الناضجة ديمقراطيا التي ليست بحاجة إلى دروس من أحد، وهو رهان يعتمد على عاملين أساسيين: تسجيل نسبة انتخاب مقبولة، ليس ضروريا أن تكون كاسحة، والثاني عدم تسجيل تجاوزات خطيرة، واستبعاد كل محاولات التزوير، أما الرهان الثاني فيتمثل في تشكيل برلمان قوي سياسيا، لا صوت فيه يعلو على صوت الشرعية ومصلحة الجزائر والجزائريين· ملايين الجزائريين يدركون أن الانتخابات التشريعية هذه المرة كانت لتكون انتخابات عادية لولا المتغيرات الإقليمية التي جعلت كل الأنظار مصوبة نحو الجزائر التي يتساءل كثيرون عن أسرار بقائها خارج سرب البلدان التي مسها ما يسمى بالربيع العربي، وهي أسرار لا يعرف كنهها إلا الجزائريون الذين ذاقوا من قبل مرارة الفوضى واللا إستقرار على نحو يجعلهم محصنين من كل محاولات التغيير العنيف، مفضلين المضي نحو تغيير إيجابي سلمي أساسه الانتخابات النزيهة· وإذا نجح الجزائريون في رفع الرهانين المذكورين فإنهم سيضربون سربا من العصافير بحجر واحد، فهم سيثبتون للعالم بأسره أن الجزائر قد عاشت ربيعها فعلا، وستعيش ربيعا أفضل وأكثر ازدهارا، بلا فوضى ولا عنف، وسيرسمون ملامح مستقبل أفضل لهم وللأجيال القادمة، وسيوجهون صفعة لكل المتربصين بأمن واستقرار الجزائر، سواء ممن يخططون لضرب استقرارها وأمنها، أو ممن لا يريدون لها الخير ويتمنون لها المآسي في السر والعلن· مؤشر إيجابي في مؤشر جديد على نزاهة تشريعيات العاشر ماي، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات التشريعية (كنيسال) عن حصولها على موافقة وزارة الداخلية والجماعات المحلية على تواجد ممثليها بمكاتب فرز الأصوات عبر مختلف ولايات الوطن· وكشف رئيس اللجنة محمد صديقي أن اللجنة (كانت في الأول ممنوعة من التواجد بمكاتب فرز الأصوات) وأن موافقة وزارة الداخلية تعد بهذا (مكسبا وضمانا لشفافية العملية الانتخابية)· وأضاف: (في السابق كانت مكاتب الجمع والفرز بمثابة الصندوق الأسود للانتخابات، أما الآن فستصبح صندوقا أبيضا)· وسيمثل اللجنة في مكاتب التجميع رئيس لجنة المراقبة الولائية وكذا رئيس اللجنة البلدية حسب السيد صديقي· وأضاف أن الوزارة الوصية أعلمت اللجنة كذلك بموافقتها على حضور المراقبين الدوليين لمكاتب الفرز· أما مكاتب التصويت فستعرف حضور خمسة ممثلين عن الأحزاب السياسية والقوائم الحرة يتم انتخابهم على المستوى المحلي حسبما أفاد به بيان للجنة التي دعت الأحزاب إلى (التواجد بقوة وتغطية كل مكاتب التصويت على المستوى الوطني)· منعرج حاسم اعتبر رؤساء أحزاب سياسية خلال تنشيطهم للتجمعات الشعبية الخاصة بالحملة الانتخابية لتشريعيات 10 ماي بأنها تشكل منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر (لإسترجاع سلطة الشعب) مُطالبين بعدم تفويت (فرصة التغيير) عن طريق الإدلاء بأصواتهم بصفة (واعية)· في هذا الإطار أكد رئيس جبهة الجزائرالجديدة السيد جمال بن عبد السلام (بأننا أمام واجب وطني أساسه اختيار الرجال الأكفاء وجوهره حماية الجزائر بما يتربص بها في ظل الظروف الدولية المحيطة بها)، مؤكدا أن الاستحقاق جاء في (ظروف خاصة وحساسة على الصعيدين الداخلي والخارجي يتوجب على جيل الشباب أن يشارك في الانتخابات التي تعد فرصة حقيقية للتغيير والإصلاح وعدم ترك الفرصة للتدخل الخارجي)· واعتبر رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي أن الانتخابات التشريعية المقبلة تمثل (آخر محطة في تاريخ الجزائر لاسترجاع سلطة الشعب) مضيفا أنه (منذ 50 سنة لم يحظ الشعب الجزائري بممارسة حقه وسيادته) داعيا المواطنين إلى أداء واجبكم الانتخابي و(اختيار الأكثر خدمة وأقرب للعدالة وأقرب للبعد الوطني الإنساني)· ودعا رئيس جبهة التغيير السيد عبد المجيد مناصرة المواطنين إلى عدم تفويت فرصة التغيير عن طريق الإدلاء بأصواتهم بصفة (واعية) في تشريعيات ال10 ماي·