شهدت تجارة اللحوم الحمراء في المدة الأخيرة انتشارًا كبيرا على مستوى الطريق الولائي رقم 212 بالمنطقة المسماة بمقطع خيرة في الحدود الفاصلة بين ولايتي العاصمة وتيبازة· أين يعمد التجار على ذبح وبيع مختلف رؤوس الأغنام على قارعة الطريق بعيدا عن أعين مصالح الرقابة المختصة· وجد عدد كبير من مستعملي الطريق الولائي المذكور ضالتهم في الأسعار المطبقة بهذا الفضاء التجاري على الهواء الطلق بعدما تحوّلت حافتيه إلى مايشبه سوق، حيث انتشر عبره باعة اللحوم الحمراء من رؤوس الماعز والأغنام الذين يعمدون إلى ذبحها وعرضها للبيع دون أن يثير ذلك تحرك الجهات المعنية بحماية وصحة المستهلك التي أصبحت مهدّدة بالخطر، خصوصا خلال موسم الصيف، وأثناء تعرض السلع إلى أشعة الشمس، ويذكر أن المعاينة الميدانية لهذه المنطقة التجارية قد كشفت لنا عن استمرار هؤلاء الباعة في نشاطهم دون أية رقابة، إذ يتم ذبح الغنم أمام مرأى الزبائن ومستعملي الطريق ثم تعليقه وسلخه وعرضه للبيع من طرف الشبان الذي بات عددهم يشهد ارتفاعًا مستمرا مع مرور الوقت· في حين يصطف الزبائن بسياراتهم على حافتي الطريق وفي طوابير لا متناهية على حافتي الطريق من أجل اقتناء اللحوم الحمراء في صورة تؤكد تهافت المستهلكين على المنطقة وعلى الأسعار المعقولة التي يباع بها الكيلوغرام من اللحم مقارنة مع سعره في السوق، وتجدر الإشارة أن هذه التجارة أضحت تتوسع بذات المنطقة لغياب الرقابة من طرف السلطات المختصة، في الوقت الذي كانت فيه تجارة الديك الرومي منتشرة بشكل مذهل مما أدى إلى إنجاز السوق الخاص ببيع لحومه بمنطقة مقطع خيرة على إثر تطور عدد الباعة في هذا المجال· إلا أنه مع مرور الأيام ومع ارتفاع عدد باعة لحوم المواشي على حافتي الطريق الولائي رقم 212 قد أكدوا عزمهم على تحويل المنطقة إلى سوق اللحوم البيضاء على الهواء الطلق· ونشير أنه أمام صمت المسؤولين واستمرار ظروف هذه التجارة غير القانونية التي يميزها غياب النظافة وانتشار فضلات وبقايا السلع وكذا الروائح الكريهة المنبعثة من كل مكان تبقى تساؤلات عديدة مطروحة حول خطورة صحة المستهلكين، خصوصا وأن تلك المواشي المعروضة للبيع لم تعرض على البياطرة للتأكد من سلامتها من الأمراض·