تشهد ولاية الجلفة، وعلى مدار أيام السنة، ظاهرة الذبح غير الشرعي للمواشي بعيدا عن الرقابة، حيث تباع اللحوم الحمراء وسط قمامات الأسواق الأسبوعية وفي العراء، وعرضة للزّوابع الرملية والأمطار وارتفاع درجات الحرارة المتتبع للطريقة التي تُذبح وتسلخ بها المواشي يجزم أن الهيئات المعنية بمكافحة الغش ومراقبة النوعية وأعوان النظافة بالبلديات، لا تزال تتمادي في غض النظر عن التلاعب الفظيع بصحة المستهلك. وخلال زيارة قادتنا إلى بعض الأسواق الأسبوعية، ومنها عين وسارة وحد الصحاري وسيدي لعجال وحاسي فدول وعين الرومية والصقيعة والجلفة ومسعد، وقفنا على كيفية ذبح وبيع اللحوم في غياب أدنى شروط النظافة والصحة. ويتمّ جلب رؤوس المواشي والماعز لتذبح على أسوار السوق التي يتّخذها التجار وقاصدو السوق كأماكن ل”قضاء الحاجة” ورمي القمامات المتجمعة على مدار السنة، وتحت تأثيرات مناخية سواء كانت ممطرة أو درجة حرارة مرتفعة وهبوب الرياح الرملية. وتُسلخ القطعان فوق القمامات وتقطع في عين المكان ويتم عرضها فوق طاولات غزاها الصدأ، وفي مقابل ذلك يواصل الباعة تكرار المشهد اليومي عبر الأسواق الأسبوعية، تاركين المذابح البلدية قبلة لبعض تجار اللحوم هروبا من الحصول على التأشيرة البيطرية التي تدل على صلاحية اللحوم المعروضة للبيع. غير أننا اكتشفنا في العديد من البلديات، وبالأخص الكبرى منها، دون الحديث عن البلديات النائية التي لا تصلها أعين الرقابة على مدار السنة، أن هناك لحوما حمراء تعرض للبيع دون التأشيرة البيطرية، وهو ما يدل أن المواشي تذبح وتسلخ في أماكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية، كما أنها تباع في الهواء الطلق دون مراعاة شروط التخزين.