تشهد منطقة "الحمر" بجنبات الطريق الوطني رقم 90 الرابط ما بين بلديتي الحمادنة وسيدي خطاب بولاية غليزان إلى غاية حدود ولاية مستغانم، انتشارا كبيرا لظاهرة البيع العشوائي وغير القانوني للحوم الحمراء في الهواء الطلق، حيث تتزايد حركة المرور في اليومين المتزامنين مع السوق الأسبوعي بسيدي خطاب والذي يعرف توافدا كبيرا للمواطنين على هذا السوق، لما يعرض فيه من سلع ومنتجات أجنبية بأسعار معقولة، الأمر الذي يستغله باعة اللحوم الحمراء لمضاعفة أرباحهم عن طريق عرض اللحوم على جنبات الطريق المؤدي إلى السوق. وتنتشر الكثير من القصابات العشوائية المبنية بالقصدير، على طول الطريق الوطني المؤدي إلى ولاية مستغانم، حيث تصل عدد القصابات العشوائية إلى قرابة 80 قصابة، تعرض لحوم حمراء بأسعار مغرية، دون معرفة مصدرها ولا نوعيتها، حيث إنها لا تخضع لأي مراقبة بيطرية، فضلا عن الشكوك التي تحوم حول مصدرها، إذ يرجّح أغلب زبائنها أن تكون الماشية المسوقة بهذه المواقع هرمة وغير صالحة للاستهلاك، بدليل صعوبة طهي هذه اللحوم الحمراء، فضلا عن تحول لونها إلى شبه أسود. ويفضل الكثير من الزبائن اقتناء اللحوم من هذه الأماكن لأسعارها المعقولة مقارنة بما يعرض بقصابات المدينة، دون النظر في العواقب الصحية لاستهلاك هذه اللحوم غير الخاضعة لأي رقابة بيطرية، وهو ما يزيد من مخاطر التسمم الغذائي. واتخذ الكثير من السكان المقيمين بالقرب من الطريق الوطني رقم 90 من هذه المهنة وسيلة للاسترزاق وتحصيل مدخول إضافي دون الخضوع لأي أتعاب ضريبية. ورغم طول مدة عرض هذه اللحوم، إلا أن مصالح الرقابة البيطرية أو أعوان التجارة تبقى الغائب الأكبر عن ردع مثل هذه الممارسات العشوائية التي صارت تهدد حياة المستهلكين.