اختتمت نهاية الأسبوع الماضي فعاليات منتدى الحكم والأمثال وفنون الكلام في طبعته المحلية الثانية، تحت إشراف مديرية الثقافة بجامعة يحيى فارس بالمدية، وبعد يومين من المحاضرات والمداخلات من قبل الأساتدة وأسئلة طلبة التراث بجامعة المدية، أوصى المتدخلون في ختام هذا المنتدى الذي اختير له شعار (التراث اللامادي ودوره في مقاومة الاحتلال" - ترسيم هذا المنتدى وإضفاء عليه الطابع الوطني في انتظار ترقيته إلى منتدى دولي - تسخير وسائل الإعلام والاكتشافات الحديثة كالأنترنيت وغيرها لخدمة التراث المعنوي بهدف تسويقه في الميدان السياحي والإشهاري - المحافظة على الأمثال والحكم الشعبية وسط محيط الأسر الجزائرية تصديا لوسائل العولمة الهادفة لمحو هوية الشعب الجزائري- تغذية الحس الوطني لدى الأجيال المتعاقبة· وفي كلمته الاختتامية تعهد بن حنيش الميلود مدير الثقافة بالمدية بطبع مداخلات الطبعتين (أي طبعتا 2011-2012) ضمن كتيب يوزع على طلبة وطالبات قسم الفن وحفظ التراث قبل عيد الاستقلال والشباب المصادف ل 5 جويلية القادم، لتمكين هؤلاء الطلبة من الاستفادة من محتواه، كما أكد الأستاذ محمد زقاي في إحدى إجاباته عن أسئلة الطلبة المشاركين في هذا المنتدى على أن التراث الأمازيغي يجب أن يكون محل اهتمام أهله، حاثا هؤلاء على الاهتمام الأكبر بمثل هذه المواضيع بمن ذلك الفصحى والعامية على حد السواء، في حين أكد الأستاذ محمد كوشنان على أن الأناشيد التراثية لم تكن وسيلة للترويح عن النفس بل كانت محفزا للثورة النوفمبرية، وهي اليوم قيد اهتمام مختلف الهيئات الفكرية والسياسية في البلاد، معرجا في هذه الإجابات العرضية بقوله إن واقع التراث المعنوي في التدريس قد أثار حفيظته من منهاج السنة الثالثة والرابعة بالمرحلة الابتدائية، عندما تم حذف درس القدس الشريف الذي هو معلم تاريخي مقدس لدى أزيد من مليار مسلم، كونه أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، معتبرا أن الذين يقومون بتحضيرالبرامج والمناهج التربوية هم بصدد شطب كل تراثنا اللامادي تحت تأثير وضغط الوسائل المخططة ضمن منظورالعاولمة، مناشدا عبر مسؤولي ومنظمي هذا المنتدى أصحاب القرار لبعث هذا التراث في إطار المناهج التربوية في المنظومة التعليمية، في حين ذهب الأستاذ سيراط بوحفص· وقبيل اختتام أشغال المنتدى إلى أن الشعر الشعبي يهدف بالضرورة إلى الترفيه عن النفس، بل اعتبره وبحق وسيلة إعلامية وحيدة للكشف عن أسرار هذا النمط من الشعرالهادف، داعيا في ذات السياق إلى ضرورة احتواء المتاحف للتراث غير المادي من خلال تجسيم بعض الشعراء وصانعي مسيرة المقاومة الشعبية من 1830ولغاية انتفاضة 1916بالشرق الجزائري وكذا صانعي أمجاد الثورة التحريرية، خاصة بالنسبة للقوالين والمداحين الذين كانوا يجوبون أماكن تجمع الناس كالأسواق لتمرير أقوالهم الهادفة، آملا على أن يدرج التراث اللامادي كمقياس ضمن قسم الفن وحفظ التراث بالجماعة، منتقدا ظاهرة تغييب بعض النصوص في مجال جمع التراث لأسباب سياسية على أن مسؤولية ذلك تقع على الأكادميين والمهتمين، منبها في هذا السياق لمسألة الابتعاد عن الكتابات الفرنسية لكونها لاتتسم بالموضوعية، في وقت طالب فيه الأستاذ عبد الرحيم لعمى بحتمية استغلال الوسائل التكنولوجية الحديثة لتوثيق هذا النوع من التراث، في حين ضرب نظيرهم الأستاذ جلال خشاب ابن مدينة سوق هراس موعدا لكل المشاركين بالعودة الثانية خلال العام القادم لتقديم بعض الجلسات حول التراث اللامادي وعلاقته بالتنمية المستدامة·