^ الحكايات الشعبية والأمثال مثلت جزءا هاما من ثورة التحرير افتتحت مديرة الثقافة بولاية المدية أمس، أشغال «المنتدى المحلي الثاني للحكم والأمثال وفنون الكلام» الذي يناقش في هذه الدورة موضوع «التراث اللامادي ودوره في مقاومة الاحتلال». وبرمج المنظمون في هذا المنتدى المقام ب«جامعة الدكتور يحي فارس»، عدة مداخلات منها «التراث أصالة وتواصل» و«دور الأدب الشعبي في تاريخ المقاومة الجزائرية» و«تمثيلات الشعر الشعبي لشخصية الأمير عبد القادر» و«مكانة القصة الشعبية في الحفاظ على روح المقاومة»، حيث ينشط هذه المحاور نخبة من الأساتذة والمختصين. وقسم الأستاذ جلال خشاب من جامعة سوق أهراس محتوى مداخلته «التراث أصالة وتواصل»، إلى شقين: الأول تطرق فيه إلى نظرة عامة لهذا التراث وكيفية تعامل الغرب معه، وكيف تعامل العرب والجزائريون على وجه الخصوص مع هذا التراث. كما تساءل المحاضر عن كيفية تفتح وتفاعل هذا التراث مع الحاضر والمستقبل انطلاقا من عدة معطيات، أهمها ارتباط هذا التراث مع ثقافة الطفل وكيفية توظيفه في المجالات الغنائية والعمرانية والسياحية والإعلام التسويقي وباقي الفنون كالسينما. وشمل الشق الثاني لمداخلة الباحث في التراث الشعبي و«السيميولوجيا البصرية»، ربط دراسة التراث بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال، حيث أشاد بدور التراث اللامادي من شعر وألغاز وحكايات شعبية في المحافظة على الهوية الوطنية ومناصرة القضية الجزائرية. وربط المتحدث رؤيته ببعض النماذج المرئية على اعتبار أن التراث بجميع أشكاله، حسبه، يعد خطابا منفتحا. وهنا، دعا الباحثون والمهتمون لاستحضاره وقراءته وتطويعه بما يخدم قضايا الأمة العربية. من جهة أخرى، أشار مدير الثقافة في افتتاح هذا المنتدى، إلى أن هذه المبادرة في دورتها الثانية تأتي لتذكر بأن التراث اللامادي سيبقى عنوانا للهوية الجزائرية التي حاول الاستعمار الفرنسي محاربتها بشتى الطرق، موضحا أن تمسك الشعب الجزائري بهذه الهوية ومحافظته على تراثه، كان سدا منيعا في وجه هذه المحاولات الفاشلة.