لم تعد تونس أو المغرب أو حتى فرنسا أو غيرها من البلدان العربية أو الأوربية تسيل لعاب الجزائريين بغية الذهاب إليها في فترات معينة، كاختيارها من طرف العرسان الجدد لقضاء شهر العسل أو فترة بداية حياتهما معا هناك من اجل الوقوف على ذكريات لا تنسى أو حتى من طرف من يهوون عقد الرحلات والسفر إلى بلدان معينة، بحيث صارت مكةالمكرمة، الوجهة المفضلة لأغلب الجزائريين ولا تضاهيها أي ارض أخرى، وباتت حتى العائلات الميسورة الحال تفضل إقامة السنة الحميدة لأبنائها وختانهم بمكةالمكرمة تيمنا بتلك الأرض المباركة. نسيمة خباجة و الجدير بالذكر انه لم تعرف السنوات الماضية تلك العادات الحميدة بحيث كان اغلب العرسان يفضلون أن تكون وجهتهم المغرب أو تونس أو فرنسا أو اسبانيا إلى غيرها من البلدان العربية أو الأوربية، إلا أنهم بعد أن اكتشفوا روحانية تلك الأرض استبدلوا وجهتهم إلى هناك وصاروا يفضلونها عن أي ارض أخرى ذلك ما أكدته بعض الوكالات السياحية على مستوى العاصمة والتي زرناها لاستطلاع الآراء عن قرب، فتيقنا أن العديد من الجزائريين صاروا يتهافتون لعقد رحلاتهم إلى البقاع المقدسة واكتشاف مكنوناتها وسحرها الرباني، وفضلوها عن باقي البقاع على غرار تونس والمغرب ومصر والبلدان الأوربية، ولم يعد يقتصر الأمر على العرسان فقط بل حتى غيرهم من الباحثين عن الاستمتاع بتلك الروحانية التي تطبع تلك الأرض الطيبة والتي لا يقوى عن التعبير عن سحرها الأخاذ إلا من أتيحت لهم فرصة زيارتها ، وباتوا يميلون إليها دون غيرها ذلك وان دل على شيء فإنما يدل على افتخار الجزائريين بدينهم وتأثرهم به ما دفعهم إلى الاعتمار مباشرة بعد عقد القران أو حتى الحج إلى بيت الله الحرام والطيران إلى هناك مباشرة بعد إقامة الزفاف ذلك ما يؤكد أن مكةالمكرمة صارت الوجهة المفضلة للعرسان في السنوات الأخيرة فمن جهة يكتشفون تلك الأرض الطيبة ويقضون فيها أمتع أوقات الاستجمام والراحة، ومن جهة أخرى يؤدون الفرض والسنة وصارت أيضا الوجهة المفضلة لغيرهم من الفئات ولم يعد الأمر مقتصرا على كبار السن مثلما عرفته السنوات الماضية بل صار الإقبال عليها من طرف شرائح من مختلف الأعمار بغرض التوبة والمغفرة وطلب الغوث من الله تعالى قبل فوات الأوان. تبرك العرسان بمنزل الوحي وهو بالفعل شيء وعادة جديدة اقترنت بالجزائريين لاسيما العرسان الجدد الذين التقينا بالبعض منهم فمنهم من أدوا عمرتهم ومنهم من هم على عتبة أدائها تزامنا مع شهر رمضان المعظم، حيث قالت مريم شابة في الخامسة والعشرين من عمرها أنها تعول وزوجها بعد إقامة الزفاف على الطيران نحو البلد المقدس وهي لا ترى أي بلد آخر يضاهيه من حيث الاهتمام فهو جدير باكتشافه من طرفنا كمسلمين دون غيره من البلدان الأوربية أو العربية فهو ارض طيبة وبلد مبارك ونحن أولى بزيارته قبل غيرنا وأضافت أنها عولت على ذلك طيلة الخطوبة التي دامت أربعة سنوات راحت فيها هي وزوجها إلى جمع المبلغ من اجل الطيران إلى مكةالمكرمة وبداية أولى خطوات حياتهما في تلك الأرض الطيبة والاستبراك بها وقالت أنها ستجتاز النصف الأول من رمضان هناك بإذن المولى عز وجل. أما زكي الذي سبق له وان زار تلك الأرض المباركة هو وزوجته في السنة الماضية وقضيا شهرا كاملا هناك لاسيما وان الفترة اقترنت مع موسم الحج فادى هو وزوجته مناسك الحج وأقاموا الفريضة هناك وابتهجوا اشد ابتهاج بعد أن كانت خطواتهما الأولى معا بالأرض الطيبة وقضوا على مستواها أمتع الأوقات وتيقنا انه ليست هناك بقعة أخرى تضاهيها من حيث الجمال والمواقع الأثرية المقدسة التي تشع نورا وتقترن بالأحداث العظيمة التي جرت وقائعها على تلك الأرض على غرار الحرم المكي و المسجد النبوي وغار حراء بالإضافة إلى الأماكن التاريخية والمقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة . ولم يقتصر الأمر على العرسان بل انتقل إلى غيرهم ولم يعد السفر إلى مكة محتكرا من طرف كبار السن بل اقتحمه شبان وشابات من مختلف الأعمار ولم تغريهم مختلف البلدان الأوربية والعربية وفضلوا زيارة تلك الأرض المباركة، قال سمير رجل أعمال انه يعكف سنويا على زيارة مكةالمكرمة إما لأداء مناسك العمرة أو الحج إذا تزامن سفره مع عيد الأضحى المبارك وقال انه لا يغريه أي بلد أخر أمام البلد الطاهرة التي لم يشبع من زيارتها عدة مرات ففي كل مرة يعتزم قبل مغادرتها، معاودة شد رحيله إلى هناك وقال إنها بالفعل جنة على وجه الأرض لما يميزها من روعة وروحانية لا بديل عنهما. واسر تختار ختان ابنائها بمكة وهناك من الأسر من اختارت القيام بختان أبنائها هناك وفضلت أن تكون وعدات الختان هناك لبركة تلك الرقعة الأرضية ولتكون فالا حسنا على أبنائهم الصغار وأجمعت العديد من الأسر أن إقامة ولائم الختان هناك تتميز بذوق خاص وفقا لعظمة المكان فالعديد من الأسر الجزائرية لاسيما الميسورة الحال والتي يسعفها الحظ لإقامة الولائم هناك فالخطوة ليست ممنوحة لجميع الناس بالنظر إلى التكاليف التي تشترطها الوكالات السياحية من اجل الطيران إلى هناك والمقدرة بالملايين وعن هذا قالت السيدة فيروز أنها ومنذ أن رزقت بوحيدها بعد سنين عديدة أبت إلا القيام بتلك السنة النبوية الحميدة على الأرض الطيبة وما إن بلغ ثلاث سنوات حتى طارت به إلى هناك من اجل استيفاء السنة وبالفعل كانت وليمة ختانه هناك ومرت في أحسن الأحوال وأقامت وعدة على شرفه مثل تلك التي تقام في الجزائر وأطعمت فيها العشرات من المساكين والفقراء هناك وقالت أنها فرحت كثيرا لنيل مرادها بزيارة تلك الأرض مع ابنها وزوجها وقالت أنها لا تتوانى عن العودة إليها أن سنحت الفرصة والظروف لذلك فهي تفضلها عن غيرها من البقاع وفي هذا الصدد اقتربنا من صاحب احد الوكالات على مستوى العاصمة لرصد رأيه حول تحول رحلات اغلب الجزائريين إلى هناك حتى صارت الوجهة رقم واحد بالنسبة للكل وبعد أن كان يقتصر اختيارها من طرف كبار السن بغية تأدية الحج والعمرة أصبح يميل إليها الجميع قال انه بالفعل لم نعد نصادف شرائح عمرية معينة ممن يختارون عقد سفرياتهم إلى البقاع المقدسة بل اقتحمتها مختلف الشرائح والأعمار فحتى العرسان الجدد أصبحت مكةالمكرمة اختيارهم رقم واحد بعد أن كانوا يصبون اهتمامهم على بعض الدول العربية كتونس والمغرب وفرنسا وايطاليا تحولت وجهاتهم إلى الأرض المقدسة فمن ثمة اكتشافها من جهة وإتيان الحج أو العمرة من جهة أخرى وبالتالي ضرب عصفورين بحجر واحد وقال أنها صارت قبلة الجميع ولم تعد تغريهم الدول الأخرى هناك حتى من الأسر من صارت تطير بأبنائها من اجل استيفاء ختانهم هناك تبركا بتلك الأرض الطيبة بعد استكمال إجراءات السفر إلى هناك دلك ما لم تعهده وكالات السفر من قبل وأصبحت ظاهرة شائعة تتزايد سنة بعد أخرى. ولعل الشيء الذي دفع الكثيرين إلى زيارة مكةالمكرمة هو تيقن الجميع أن زيارة تلك الأرض الطيبة في الصغر من اجل أداء المناسك على أحسن ما يرام هو أحسن بكثير منه في الكبر وتقدم السن والعجز لاسيما وان كان الشخص ميسورا من الناحية المادية فلا يوجد مانع من تفكيره في شد رحاله إلى الأرض المباركة فهي أولى بالزيارة من البلدان الأخرى كواجب على المسلمين كيف لا والحج هو فرض من الفرائض الخمس في حالة توفر الظروف والإمكانيات.