تعيش أزيد من 300 عائلة بالحي القصديري المتواجد على حواف طريق السكة الحديدية على المحور الرابط بين واد السمار والحراش هاجس الرعب والقلق الدائم جراء خطر انحراف قاطرات السكة الحديدية، وهو الأمر الذي أضحى يهدد راحتهم، أمنهم وسلامة أطفالهم في ظل أزمة السكن الخانقة التي تعرفها العاصمة خلال السنوات الأخيرة لاسيما بعد العشرية السوداء، حيث عرف نزوح سكان المناطق الداخلية أوجه، هروبا من مجازر الإرهاب آنذاك والتموقع بطرق فوضوية، المهم في الأمر هو الاستقرار قرب مقرات الأمن، إلا أن معاناة هؤلاء السكان لازالت إلى يومنا هذا متواصلة حيث أضحت تتخبط في أوضاع كارثية وقاسية للغاية إزاء انعدام أدنى شروط العيش الكريم· تتواصل معاناة قاطني الحي القصديري التابع إقليميا لبلدية الحراش شرق العاصمة مع مشكل السكك الحديدية المارة بمحاذاة الحي المشيد بطريقة فوضوية منذ سنوات طويلة الأمد قادمين من المنطقة والولايات المجاورة في ظل أزمة السكن الخانقة التي تعرفها البلدية، مما جعلهم ييأسون من طول الانتظار في الحصول على سكنات لائقة، نصبوا أمتعتهم بذات الحي الذي حوّله هؤلاء إلى حظيرة سكنية مشوهة للمنظر الحضري للمكان· وفي هذا السياق أكد السكان أن هذه الجحور المشيدة بطريقة فوضوية وعشوائية تفتقد لجل متطلبات الحياة الكريمة، ناهيك عن الهشاشة التي أصبحت تميزها جراء التقلبات الجوية والكوارث الطبيعية، كما تتأثر لأبسط المؤثرات الخارجية كالضجيج واهتزازات القاطرات المارة من عين المكان في كل لحظة والتي أضحت تنغص عليهم راحتهم وتحرمهم من النوم، وحتى أطفالهم يتأثرون بالموجات الصوتية الصادرة عنها والتي تصل إلى غاية سد الأذنين في حالة مرور إحداها، وهو ما أكده السكان الذين اشتكوا من نقص السمع والفزع الدائم الذي يتمالكهم والصعوبات التي يجدونها في قطع طريق السكة الحديدية باتجاه الضفة المقابلة قصد الالتحاق بالمدارس المجاورة معرضين حياتهم إلى خطر حقيقي ما أجبر أولياءهم على مرافقتهم إلى غاية مدارسهم· فضلا عن ذلك قال أحد القاطنين بالحي إن المشكل أدى إلى تسجيل عدة وفيات بسبب انعدام حاجز من شأنه تأمين السكان القاطنين بالجوار الذين طرحوا المشكل في عدة مناسبات على السلطات المحلية، غير أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا للقضية التي باتت تقلقهم بغض النظر عن الحياة المأساوية التي يعيشونها داخل منازلهم التي تفتقد لأبسط ضروريات العيش الكريم وعلى رأسها الماء، الغاز والكهرباء التي تجلب بطرق عشوائية أدت في العديد من المناسبات إلى شرارات كهربائية كادت أن تتسبب في كارثة حقيقية· وأمام هذه الأوضاع المحفوفة بالمخاطر المحدقة بالسكان يرفع هؤلاء صرختهم للسلطات من أجل التدخل السريع لإنقاذهم قبل وقوع كارثة إنسانية يروح ضحاياها أناس أبرياء·