يقال إن أخطر العصابات هي عصابة الفرد، أي أن يحتفظ المرء بسره لنفسه سواء كان سلبيا أو إيجابيا دون أن يعلم غيره بما يدور بنفسه مهما كان المجتمع إليه قريب، فما من سر خرج من صدر صاحبه إلى وكان لجل الناس معلوم عدا بعض من الحالات الشاذة خاصة في وقتنا هذا، حيث تكاد تنعدم الثقة حتى بين الأخ وأخيه، مقدمة تبدو غير رياضية أو بالأحرى بعيدة كل البعد عن عالم ساحرتنا المستديرة ومعشوقتنا رقم واحد بين كل الرياضات ألا وهي كرة القدم· لننظر لمن يسير أمورها وكيف هي سياسته، نعلم من يكونوا كما نعلم مبادئهم على حقيقتها لكن بعد لم نعرف ليومنا هذا ماذا يدور في محيطهم وكيف القرارات بينهم تمشي وتسير، كثيرة هي القضايا التي بأذهاننا عالقة كضباب كثيف يحجب عنا الرؤية في طريق نشقها ولصعوبتها نتلذذ طعمها هي حياتنا شقاء وتعب· أمل يلوح في الأفق نحلم فيه بأن تتحسن الأوضاع وأن يكون لما هو آت من أجيال خير مما كان لنا على الأقل لهذه اللحظة ومن يدري قد تتغير الأمور ونحيا نحن أيضا السعادة· كرة القدم هي جزء من متطلباتنا في الحياة، فهي ليست الوحيدة التي نرثى لحالها في مجتمعنا، فأمور عدة تنقص يومياتنا، انتهى الموسم الكروي ومن غير أمر سلبي واحد، لن أذكر أي شيء آخر سوى نظرة حليلوزيتش للاعب المحلي، حيث جعل منه عصا يضرب بها مدربي البطولة الوطنية سواء محليا كان أو أجنبيا وهو نقص الجانب البدني الذي نتج عنه عدة إصابات للاعبينا المحليين في التربص المقام للأفناك، هي قطرة أخرى من بحر نقائص بطولتنا يعترف بها أجنبي يشهد له بعمله وصراحته تضاف لنقائص بطولتنا التي نسميها ظلما بالمحترفة، فأي احتراف هذا، فرغم أن بطولتنا مقارنة ببطولات جيراننا (لا يمكنني المقارنة مع أوربا) هي أقل كثافة وأقل اندفاع بدني وخير دليل توالي انتكاسات نوادينا في البطولات القارية ولا تحدثوني عن جمعية الشلف) التي إن شاء الله ستشرف الجزائر (فالقادم أصعب فلا يجب الحكم عليها بمجرد تألقها على حساب نادي سوداني مع احتراماتي للسودان الشقيقة···فلا عجب إن كانت من البوسني ضربة أخرى لمدربينا تكون أشد قوة من التي قبلها وهو الجانب النفسي وعدم التحكم في المجموعة، وخير دليل بين يديه الآن هما شيئان أولهما اللاعب جابو الذي لا يمكن لأحد فينا أن ينكر بأن له مستوى أكبر من بطولتنا، لكن أين محله من الإعراب في منتخبنا؟ فحتى المدرب الوطني بعد لم يجد له الوصفة النفسية التي يمكن لها أن تحرره كي يفيدنا ويفيد نفسه، فالمرض قد استوطن نفسية اللاعب وما عدم احترافه حتى اللحظة خير دليل على وجود مركب نقص باللاعب لم يتفطن له من تعاقب على تدريبه أو على الأقل لم يكلفوا أنفسهم عناء مساعدة اللاعب، فكاد يضيع كما ضاع قبله لزهر حاج عيسى· أما ثاني الأشياء هو قضية الرأي العام وهو اللاعب الربيع مفتاح، لن أتحدث عن مستواه فالكل يعرفه سواء من يؤيده وهي قناعتهم أو ضعفه كذلك هي قناعتهم· قد يمر علينا نحن الأمر مرور الكرام كما مرت الكثير من المشتبهات في منتخبنا، لكن القضية قد تبدو للمدرب الوطني نفسية أكبر من أي شيء آخر، فالاعب لم يتقبل الأمر أن يكون في القائمة الاحتياطية للمدعوين وهذا هو الإحباط المعنوي بعينه، فأين كان المدرب طوال السنة حتى لا نقول السنين، فقد يكون اللاعب عندنا تمرن على يدي مدرب واحد عدة سنين سواء متتالية أو متقطعة، أليس الأمر خطيرا· أين الجانب النفسي للاعب، قضية يتغافل عنها أصحاب القرار عندنا ليس فقط في رياضتنا بل حتى في البيت، المدرسة والشارع ولكم الحكم على ما يحدث بيننا من عنف واعتداءات··