لكل مناسبة يوم وعيد يُحتفى به، ويوم 21 مارس المصادف لأول أيام الربيع، هو نفسه اليوم العالمي للشعر، وفي نفس الوقت اليوم العالمي للنوم.. نعم، حتى النوم منحوه عيدا.. ولست أدري لماذا اجتمعت هذه المتناقضات ثلاثتها في نفس المقام ونفس اليوم.. لكنني تذكرت ما قلناه سابقا من أن الفريق الوطني الحالي لكرة القدم عبارة عن الشجرة التي تغطي الغابة.. لستم في حاجة هنا إلى إيجاد صعوبة في التعرف على الغابة المقصودة هنا، إنها البطولة الوطنية لكرة القدم بمختلف أقسامها.. وهي كما يعرف العام والخاص بطولة خاملة، مريضة ونائمة.. خاملة لأنها غير منتجة، ومريضة لأنها لا تتطور، ونائمة لأنها صارت جامعة مانعة لأصناف متباينة من ألوان الضعف المستشري فيها، والذي يكاد يقضي عليها في كل لحظة وحين.. فهي بطولة مكررة، تعيد إنتاج نفسها كل موسم، من دون أن تتجدد هي أو تتبدل، لاعبوها مكررون، مدربوها أيضا ورؤساؤها كذلك.. لم تعد بطولتنا عاجزة عن إنتاج لاعبين مميزين ندعم بهم تشكيلة منتخبنا الوطني الحالي وحتى القادم لم لا.. بل إن بطولتنا فشلت في إبراز مدربين جددا، وأسماء فنية أخرى لا نعرفها، قادرة على رفع التحدي وجلب الإضافة النوعية.. هؤلاء المدربون الذين مللنا من ترديد أسمائهم في صفحات جرائدنا، وهم يمارسون هوايتكم المفضلة، المتمثلة في الانتقال من فريق إلى آخر في الموسم الواحد أكثر من مرة، لا، بل أكثر من اللاعبين أنفسهم.. بطولتنا نائمة في العسل يا سادة.. الدليل هو الأسماء التي تضمها تشكيلة سعدان اليوم، وهو ما يجعلنا نرفع أيدينا إلى السماء ونقول: أدام الله لنا البطولات الفرنسية والاسبانية والألمانية والبرتغالية والإنجليزية واليونانية وغيرها.. إن النوم الذي تعاني منه بطولتنا، بات أقرب إلى السبات.. هذا النوم دفع الأنصار إلى انتهاج سياسة الكرسي الشاغر، بهجران المدرجات.. هو ذات النوم الذي ذكّرني بمقطع شعري يقول: يا قوم لا تتكلموا.. ناموا ولا تستيقظوا.. ما فاز إلا النوم.. صحّ النوم يا بطولتنا المحلية.. وللحديث بقية