عرفت الشواطئ السبعة المسموحة للسباحة على طول الشريط الساحلي لولاية تيزي وزو تأخرا فادحا في تحضيرها للمصطافين، حيث عاشت السلطات المحلية لدوائر تيقزيرت وأزفون نهاية أسبوع تسابق فيها الزمن لتكون في الموعد، إلا أن حملة التنظيف الواسعة التي قادها متطوعون من تلاميذ المدارس وعمال البلديات وغيرها لم تنطلق سوى عشية دخول موسم الاصطياف، وأعادت السلطات المحلية التأخر المسجل الى التحضيرات الموسعة والمدة التي استغرقتها الحملة الانتخابية للتشريعيات المنصرمة. ساهمت إذاعة جرجرة في تغطية وتسيير الحملة التطوعية لتنظيف شواطئ الولاية وذلك بالإعلان المسبق لها، ونقل فعالياتها على المباشر، بمشاركة مديرية السياحة ووكالة سونلغاز، مديرية البيئة والمحيط، وغيرها من الجمعيات الناشطة في المجال البيئي، وما أثار الانتباه هو تسابق الأطفال نحو المشاركة في حملة التنظيف خاصة وأنها تزامنت مع عيدهم العالمي، وقد استحسن الحضور هذه المبادرة القيمة التي تغرس حب الطبيعة وحمايتها والحفاظ عليها في قلوب الأطفال. وتتوقع سلطات قطاع السياحة بتيزي وزو أن تستقبل الشواطئ السبعة المسموحة عبر سواحل تيزي وزو ما لا يقل عن 3 مليون مصطاف، خاصة وأن الإمكانيات المادية قد تم توفيرها لحسن استقبال المصطافين من سكان الولاية أو تلك المجاورة وكذا المغتربين الذين يتوافدون بكثرة في موسم الصيف الى شواطئ الولاية للتمتع بجمال مناظرها الخلابة وشواطئها. إذ تمكنت السلطات المعنية من تدارك النقص والتأخر المسجل في عملية تهيئة الشواطئ وتنظيفها وذلك بالاستعانة بالمواطنين وإطلاق حملة تطوعية شاركت فيها جميع الفئات، حيث اصبحت الشواطئ جاهزة لاستقبال قاصديها. رغم أن موسم الاصطياف والتوجه للشواطئ قد بدا في وقت مبكر هذه السنة نظرا لارتفاع درجات الحرارة من حيث شهدت الشواطئ منذ شهر ماي المنصرم إقبالا منقطع النظير للشباب خاصة مع عطل نهاية السنة، حيث مثلت الشواطئ حلهم الوحيد للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، وذلك دون توفر الحماية بهذه الشواطئ لعدم تواجد رجال الأمن أو الحماية المدنية ولحسن الحظ لم تسجل أي حالات من الغرق، وكانت أولى حالات الغرق سجلت بسد تاقسبت أين انتشلت جثة شاب في ال25 من عمره من السد لكن لم تحدد طبيعة الحادث إن تعلق الأمر بعملية انتحار أو غرق فعلا. وقد سخرت السلطات المعنية جميع الإمكانيات المادية والبشرية لضمان صيف من دون حوادث أو غرقى وذلك بتوفير أعوان إضافيين على مستوى الشواطئ سواء تعلق الأمر برجال الحماية المدنية والغطاسين، وكذا رجال الدرك الوطني ورجال الشرطة، لدحض المحاولات الإرهابية التي تشوش على موسم الاصطياف حيث سجلت مؤخرا 3 عمليات إرهابية نفذت في مدة 48 ساعة بوسط مدينة أزفون الساحلية، إلا أن هذه المحاولات الإرهابية لم تمنع المصطافين من التوجه للشواطئ. ومن جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن النقطة السوداء التي تعرفها المناطق الساحلية لتيزي وزو في كل موسم اصطياف هي نقص المياه الصالحة للشرب، إذ تتواجد هذه المناطق مع موعد آخر مع أزمة الماء الشروب، ولم تنته بعد أشغال ربط المناطق الساحلية الشمالية لولاية تيزي وزو انطلاقا من سد تاقسبت، في الوقت الذي وعدت فيه سلطات الموارد المائية بتسليم المشروع وتموين المناطق المذكورة نهاية السنة المنصرمة كأقصى حد لكنه لحد الساعة يبقى المشروع يسير بخطى السلحفاة، ويجدد المصطافون عهدهم بنقص المياه الصالحة للشرب، وكذا الاستحمام حيث يقوم مسيرو الشواطئ بكراء صهاريج مخصصة لتوفير مياه الاستحمام بعد الخروج من البحر وذلك بأسعار ملتهبة، وعن المياه الصالحة للشرب فحدث ولا حرج، حيث يرفع التجار سعرها الى 50 دج لقارورة لتر واحد بدل 25 دج. ونظرا لتزامن شهر رمضان مع موسم الاصطياف وانخفاض عدد المصطافين في هذا الشهر وفشل توقعات المسؤولين للموسم الماضي، سطرت السلطات المعنية برنامجا ثريا يعمل على استقطاب المصطافين وبقائهم حتى خلال هذا الشهر وذلك بالتنسيق بين المديريات المختلفة على رأسها مديرية الثقافة التي سطرت برنامج سهرات ثري ومتنوع لجذب اهتمام المواطنين والإبقاء على الحركة الواسعة لمفترة أطول عبر الشواطئ، خاصة وأن نهاية شهر رمضان سيتعقبها الدخول الاجتماعي، ما يرجح لهجرة مبكرة للشواطئ.