سخرت ولاية تيزي وزو جميع الإمكانيات المتاحة لضمان تحقيق الهدف المنشود، حيث استعدت كل المديريات الولائية من خلال توفيرها للوسائل المادية والبشريةللموسم واستناد إلى ما أكدته مديرية السياحة للولاية عقب انعقاد اجتماع حول التحضير لموسم الاصطياف فإن توفير متطلبات السياحة من الأمن، النظافة، الصحة وغيرها سيعمل على مضاعفة عدد السياح والمصطافين. 177 مليون دينار لإعادة تهيئة الشواطئ
خصصت مديرية البناء والعمران لولاية تيزي وزو تحسبا لموسم الاصطياف ما قدره 177 مليون دينار بغية إعادة تهيئة شواطئ الولاية المسموحة للسباحة بكل من تيقزيرت وازفون وحسب المسؤولين فقد تم تخصيص 151 مليون و 700 ألف دينار لتهيئة الشواطئ السبعة لتكون جاهزة لاستقبال الوافدين إليها خلال الموسم كما رصدت نحو 18 مليون دينار لترميم وإعادة تهيئة الطرق حيث تم توسيعها وتعبيدها نزولا عند رغبة المواطنين الذين كثيرا ما اشتكوا واحتجوا من الوضعية المزرية التي كانت تتواجد عليها الطرق بالمناطق الساحلية وما كان وراء هجرتهم لها والاتجاه إلى شواطئ الولايات المجاورة كما خصصت 6 ألاف و 800 ألف دينار لتدعيم المدن الساحلية بالإنارة العمومية وهو ما سيشجع السياحة الليلية وعودة الحركية و النشاط إليها.
إجراءت وتدابير لاستقطاب أكبر عدد من المصطافين
من جهتها مديرية السياحة للولاية اتخذت الإجراءات والتدابير التي يجب اتباعها لضمان استقطاب أكبر عدد من المصطافين حيث دعت كل من ممثلي وكالات الأسفار والمطاعم الضخمة بالولاية إلى ضرورة احترام المقاييس الجديدة التي شأنها تحسين واقع السياحة بالولاية وكذا الخدمات المقدمة للمصطافين مؤكدة أنه وبتضافر جهود الجميع ستتمكن تيزي وزو من إنجاح الموسم وإعادة السنوات الذهبية التي كانت تحتل فيها المراتب الأولى من حيث عدد المصطافين الذين توافدوا على مختلف المناطق السياحية التي تزخر بها. كما سجلت مديرية النشاط الاجتماعي للولاية في إطار برنامج الجزائرالبيضاء ما يزيد عن 30 مشروعا التي سيتم توجهها للمناطق الساحلية بكل من ازفون ايت شافع وتيقزيرت حيث رصدت للبرنامج ما قدره 50 مليون دج الذي سيستغل لضمان نظافة الشواطئ السبعة المسموحة للسباحة كما خصصت ما قيمته 60 مليون دج التي ستسمح بتخلص أحياء وشوارع المدن الساحلية من النفايات المشوهة لمنظرها العمراني والقضاء على الروائح الكريهة المنبعثة منها وأكدت المديرية على لسان مسؤوليها أن الهدف من البرنامج المسطر هو خلق أجواء مريحة تبعث الراحة في نفوس الوافدين إلى المدن الساحلية لتيزي وزو فضلا عن توفيره ل 296 منصب شغل مؤقت لفائدة شباب الولاية. ولحماية المناطق الساحلية من التلوث وضمان سلامة المصطافين من انتشار الأمراض أو الأوبئة عمدا وخصص كذلك مسؤولي الولاية ما قيمته 500 ألف دينار بغية إنجاز شبكات صرف المياه بالشواطئ لحماية المناطق الساحلية من التلوث ومنع انتشار الأمراض المختلفة فيما ستتواصل وبصفة منتظمة عملية تحليل مياه البحر. وعمدت السلطات المحلية لتيزي وزو إلى اتخاذ إجراء صارم لمنع بيع مختلف أنواع السمك بعد الساعة الحادية عشر صباحا لتفادي التسممات الغذائية كما ستعمل مديرية الصحة بالتنسيق مع مديرية التجارة على إجراء خرجات ميدانية لمراقبة المطاعم والمحلات التجارية للتأكد من مدى احترامها لشروط النظافة حيث أكد المسؤولون أنهم لن يتراجعوا في اتخاذ إجراءات الغلق في حالة إخلال أصحابها بالشروط المنصوص عليها. أما مديرية الحماية المدنية فسخرت بدورها مختلف الوسائل المادية و البشرية حيث سيسهر أعوانها على ضمان سلامة المصطافين وكما دعمت شواطئ ازفون وتيقزيرت بحراس الشواطئ وفرق مختصة للتدخل إضافة إلى تجنيدها 45 مختصا و364 مراقبا للشواطئ مع تدعيمهم ب3 سيارات إسعاف التي ستضمن نقل وإسعاف المرضى والغرقى في حالة وقوع حوادث, وحسب ما أكده مسؤولو المديرية فإن هذه الأخيرة وككل سنة ومع انطلاق الموسم تسخر وتجند كل إمكانياته المادية والبشرية ذلك لكونها حريصة على ضمان سلامة المصطافين وقد أثبت أعوان الحماية ذلك حيث لم تسجل الولاية الموسم الفارط أية حالة غرق بشواطئها.
حفلات، مسابقات وعروض متنوعة بالشواطئ
ومن جهتهما مديريتا الثقافة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية سطرتا برنامجا ثريا ومتنوعا الذي سيمتد طيلة الموسم حيث ينتظر أن تعيش المدن الساحلية طيلة ثلاثة أشهر كاملة على وقع حفلات فنية ساهرة وعروض مسرحية وفنية مختلفة إضافة إلى معرض للصناعة التقليدية من حلي وفخار وغيرها من المنتوجات الحرفية التي تزخر بها عاصمة جرجرة هذا مع تنظيم مسابقات في الرسم والغناء وغيرها و ينتظر أن يكتشف الزوار والسياح معا من الوافدين عادات وتقاليد المنطقة حيث يرتقب أن تحتضن عدة بلديات للولاية أعياد وحفلات مختلفة منها عيد الفخار بمعاتقة، عيد الفضة باث يني، عيد الكسكسى بفريقات وغيرها والتي ستتزامن عملية إحيائها مع الموسم ما سيساهم إلى حد بعيد في استقطاب العائلات وكما تعودت عليه مديرية الشبيبة والرياضة التي تشارك ومع قدوم الموسم برنامجها الثري الذي يتضمن تنظيم مسابقات ومنافسات رياضية مختلفة. ولم تقف مجهودات مسؤولي الولاية على تشجيع السياحة بالشواطئ فحسب إنما توسعت لتشمل السياحة بالمناطق الجبلية وذلك بتسخير ما تزخر به الولاية لخدمة القطاع حيث تعتبر المناطق الجبلية بعد الساحلية العمود الفقري للسياحة بالولاية التي تسخر جميع الإمكانيات لضمان حسن استغلال المناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها الولاية كغابة اعكوران، ثالة قيلاف اللتان تشهدان طيلة أيام السنة إقبال العديد من عشاق الطبيعة إضافة لازرو نطهور افرحونان حيث تجمع بين الطبيعة وعادات المنطقة كما تتميز الولاية بالمناطق الأثرية منها الرومانية المتواجدة بتقزيرت إضافة إلى عدة معالم تاريخية التي عرفت أشغال التهيئة وذلك لضمان بقائها والحفاظ عليها على اعتبارها جزء من تاريخ المنطقة العريق.
3 فنادق جديدة بتقزيرت
تميز موسم الاصطياف المنصرم بولاية تيزي وزو بفتح ثلاثة فنادق بكل من ميزرانة بلير ونوميد بتقزيرت ليصل بذلك عدد الفنادق المسخرة بالولاية 9 فنادق بسعة 341 سريرا أي بزيادة ب137 سريرا عن سنة 2007 وحسب الإحصائيات المتوفر عليها فقد توصلت الولاية إلى استقبال السنة الماضية ومنذ افتتاح موسم الاصطياف 1846 زائرا حيث 2169 منهم قضوا عدة ليال بالفنادق التسعة التي تم تجهيزها بكل مستلزماتها الضرورية وقد حرصت مديرية السياحة على توفرها من خلال ضمانها المراقبة الصارمة والمشددة لهذه الفنادق بغية منع تسجيل أي تهاون يحول دون توفير أجواء ملائمة للنزلاء بها والذي قد ينجر عنه تراجع السياح. كما حرصت مديرية النقل على ضمان نقل المصطافين بصفة يومية بين مختلف بلديات الولاية وبين هذه الأخيرة والولايات المجاورة حيث منحت خلال الموسم الفارط 592 رخصة التي استغلها المتعاملون في نقل 10656 مصطافا كما أشرفوا على تنظيم 551 خرجه داخل الولاية و564 خرجة بين الولاية وبومرداس و426 بين الولاية وبجاية إضافة إلى 93 خرجة بين الولاية ومختلف الولايات منها العاصمة وتيبازة.
الولاية تأمل استقطاب أزيد من ثلاثة ملايين مصطاف
تأمل السلطات المحلية لولاية تيزي وزو أن تسجل خلال موسم الاصطياف لسنة 2009 أكبر عدد من المصطافين إذ يطمحون إلى تسجل توافد أزيد من 3 ملايين مصطاف خاصة وأن الولاية جندت كل الإمكانيات المادية والبشرية لضمان إنجاحه حيث سخرت كل المديريات كل الظروف اللازمة لذلك وإن كان الموسم الماضي ناجحا فتأمل أن يكون هذا الموسم أنجح منه حيث عكست الأرقام المسجلة المجهودات المبذولة والمتضافرة في إعادة للمنطقة مصطفيها والسياح الذين هجروها إلى ولايات ساحلية أخرى تتوفر فيها كل متطلبات السياحة وهو ما ترجمته إحصائيات السنوات الماضية، ولتفادي تكرارها بذلت السلطات مجهودات أكبر وأكثر والتي كان لها الفضل في استعادة المناطق الساحلية لحيويتها خلال الموسم من خلال استقطابها لعدد هام من المصطافين واستنادا إلى الإحصائيات المقدمة من طرف مديرية السياحة توافد على شواطئ ازفون وتيقزيرت السنة الماضية نحو 774ألف و675 مصطاف جديد ما كان وراء تسجيل مديرية السياحة سنة 2008 توافد مليونين و432 ألف مصطاف وبمقارنتها مع سنة 2007 التي توافد فيها مليون657 ألف و325 مصطافا نجد أن الزيادة تقدر بنسبة 60 بالمائة. وبالنظر للتدابير المتخذة هذه السنة بولاية تيزي وزو، والإجراءات المختلفة كتدعيم الشواطئ السبعة المسموحة للسباحة بجدران واقية مع توسيع حظيرة السيارات لتتمكن من استيعاب العدد الذي سيحل بها بالإضافة إلى عملية تهيئة الأرصفة وتزويد المدن الساحلية بالمساحات الخضراء يرتقب ومع نهاية الموسم أن يتوافد أكبر عدد من الزوار والمصطافين وكذا السياح على كل من شواطئ الجنة الصغيرة، ثسالاست، ازفون، كروبي، سيدي خليفة، تيقزيرت، فرعون وكذا على المناطق الجبلية الجميلة لتحقق بذلك تيزي وزو موسم اصطياف ناجح.