ما عهدناه هو إقبال النسوة على صبغ شعرهن، وما كان متعارف عليه في مجتمعنا هو أن حتى الفتاة العازبة لا تجرؤ على صبغ شعرها قبل الزواج ويسمح لها ذلك بعد أن تتزوج لكي تظهر عليها معالم الزواج، إلا أنه في الوقت الحالي اختلط الحابل بالنابل وصارت الصبغات تستهوي الفتيات الصغيرات حتى وهم في مرحلة الابتدائي برغبة منهن تارة وبرغبة من أمهاتهن تارة أخرى، أما عن المراهقات والأوانس فحدث ولا حرج وصرن كلهن يظهرن بصبغات شعر مختلفة الألوان عبر الشوارع. وإن كان الأمر مقبولا نوعا ما بالنسبة لفئاتهن نرى العكس بالنسبة للفتيات الصغيرات، فمن الناحية الصحية تؤثر تلك الصبغات على جلد رأسهن خاصة وأنها تمتلئ بالمواد الكيماوية، أما من الناحية السلوكية فإن تلك الخطوة ستقضي على مرحلة طفولتهن وتختلط عليهن الأمور بالنظر إلى التأثير الكبير لتلك الصبغات على هيأتهن الخارجية، ولم تسثتن تلك الصبغات حتى الذكور الذين طغت بينهم الظاهرة أكثر تزامنا مع المونديال بعد تأثرهم باللاعبين. ولعل أن تلك الخطوة المتعلقة بصبغ شعر الفتاة الصغيرة ستؤدي إلى اختلاط الأمور عليها فلا تدري هل هي في مرحلة الطفولة أم تجاوزتها، ولعلها تكون في نفس الوقت خطوة لتغيير سلوكاتها لاسيما بالنسبة للمراهقات في تلك المرحلة التي تمتاز بالخطورة. في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأولياء من أجل رصد آرائهم في الظاهرة التي طغت بين بعض الأسر، فكانت آرائهم متباينة بحيث قالت لنا السيدة رتيبة إنها تدهش لبعض الأمهات اللواتي بتن يعاملن بناتهن وكأنهن أوانس بل حتى سيدات، ولم تنف الظاهرة التي باتت طاغية بحيث تقوم بعض السيدات بتغيير ملامح بناتهن الصغيرات، ويقدمن بذلك على استعمال صبغات الشعر في وقت مبكر والتغيير من منظرهن، ناهيك عن التردد الدوري على الحلاقة بما لا يتوافق مع سنهن مما يؤثر كثيرا على صحتهن بالنظر إلى حساسيتهن المفرطة، إلى جانب تأثير تلك الخطوات على سلوكاتهن، بحيث كشف الواقع أن من تلك السلوكات من كانت بابا لانحراف البنت بعد الكبر خاصة وأنها لم تعش طفولتها وتساءلت لماذا الاستعجال فمصير الطفلة الصغيرة أن تكبر وترى ما ينفعها وما يضرها، وفي حقيقة الأمر نجد أن الأولياء يساهمون في الوقت الحالي في اعوجاج سلوك أطفالهم بيدهم. أما سيدة أخرى فقالت إن التقليد بين الأسر هو ما أدى إلى ظهور تلك الظواهر، وقالت إنها على معرفة بجارة لها راحت إلى تقليد بنات جارتها خاصة وأنهن شقراوات فقامت بصبغ شعر ابنتها التي لا تتعدى سن 12 سنة لتجعله مثل شعر بنات جارتها، ورأت أن حب التقليد كان له الأثر في انتشار تلك الظاهرة الجديدة. وبذلك كان هؤلاء الأطفال ذكورا وإناثا تائهين بين مرحلة الطفولة ومرحلة الكبر بالنظر إلى تأثير تلك الظواهر على شخصيتهم، دون أن ننسى تأثير تلك الصبغات الممتلئة بالمواد الكيماوية على جلد رأسهم والتي لم يسلم من سلبياتها حتى الكبار فما بالنا بالصغار، وعلى العموم جميل أن يعيش الفرد منا كل مرحلة في حياته على حدى لاسيما مرحلة الطفولة.