تذهب الكثيرمن العائلات الجزائرية إلى الرغبة في تطويل شعر الطفل الصغير بحيث لا يقدم الأبوان على حلقه منذ الولادة ولا يتم قصه إلى غاية اختتانه، وهي العادة التي التزمت بها الكثير من العائلات حتى صارت عرفا متداولا بحيث يقص شعر الطفل يوم اختتانه إلى درجة عدم التفريق هل هو طفل أم طفلة حتى يذهب البعض إلى نعته بالأنثى مما يؤثر كثيرا في نفسيته. وهو مكمن الإشكال خاصة وان ذلك صار طريقا لحمل الطفل عادات أنثوية محضة تلتصق به حتى الكبر وتكون الأسرة هي التي عبدت له الطريق لذلك، مما ينعكس سلبا عليها بحيث ينمو ذكرا إلا انه يميل كثيرا إلى بعض المظاهر الأنثوية، فكثيرا من هؤلاء التزم بتطويل شعره حتى بعد كبره وراح حتى إلى استعمال الماكياج، ما نراه متفشيا في مجتمعنا في الوقت الحاضر بحيث يظهر عبر الشوارع أشباه شبان بقصات شعر طويلة مصففة أحلى بكثير من تصفيفات النسوة. فهناك للأسف عادات وأعراف تنحو دوما إلى منحى سلبي يتجرع إفرازاته السلبية مجتمعنا، فهذه تتحجج بكون شعر ابنها أملس وأشقر وأخرى بعدم خرق عادة قص شعره قبل عملية الاختتان التي طغت في كامل العائلة، إلى غيرها من الأسباب الأخرى متناسين أن تلك السلوكات التي هي من باب احترام الأعراف قد تنعكس بالسلب على شخصية الطفل، ومن المحتمل جدا أن ينمو بعادات أنثوية لاسيما وانه يرى نفسه يحمل صفة البنات بشعره الطويل، حتى أن هناك من ينعت بالطفلة ولا يستطيع الأغلبية التفريق من كونه أنثى أو ذكرا وهي الأمور التي لا يهضمها وتؤثر على شخصيته تأثيرا شديدا. اقتربنا من البعض من اجل رصد آرائهم فكانوا بين مؤيد ومعارض لذلك العرف الذي قد يؤدي إلى انعكاسات خطيرة قالت الحاجة فوزية، 70 عاما، أن ما يعيشه مجتمعنا من آفات هو راجع إلى تربية الصغر التي تكون بين أيادي الأولياء، فالطفل كالعجينة في يدهم يشكلونها كيفما شاؤوا وقالت أن هناك الكثيرين ممن يذهبون إلى تطويل شعر الطفل والامتناع عن قصه ذلك ما يتناقض مع عادات الرجال في مجتمعنا ويؤثر حتى على سلوكات الطفل بعد الكبر بدليل ظهور شبان بتصفيفات شعر لا تقدم عليها حتى النسوة على مستوى الشوارع، وذلك يرجع أساسا إلى استسهال الأمور من طرف الأولياء حتى تحدث الطامة الكبرى. السيدة أسماء قالت أنها هي شخصيا راحت إلى تلك العادة بعد أن أوصتها أمها بعدم قص شعر ابنها حتى الاختتان وبالفعل عملت برأيها لاسيما وان ابنها كان أشقرا ولطالما تعرض إلى تعليقات واستعصى على الجميع التصديق بأنه ذكر، وما لاحظته أن ابنها في سنواته الأولى كان يميل كثيرا إلى البنات واكتسب طباعهن بعد أن تأثر بشعره الطويل خاصة وانه يرى أن علامات وملامح وجهه تقرب أكثر إلى الفتيات الأمر الذي أفزعها فراحت تسرع إلى حلق شعره حتى قبل عملية الاختتان التي تأخرت فيها نوعا ما لظروف مرت بها، وهي اليوم تراه في سن السادسة وهو يتمتع بكامل مظاهره الذكورية.