* "سميرة" دفعها انتحار شقيقها إلى مغادرة المنزل والعمل الإرهابي فتحت صبيحة أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو ملف الإرهابية (ح. سميرة) البالغة من العمر 23 سنة، رفقة 8 متّهمين آخرين متابعين قضائيا بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة والمشاركة في الاختطاف بدافع تسديد فدية إضرارا بالشابّ (بيلاك مراد) ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد والمشاركة بالوضع العمدي لمتفجّرات في طريق عمومي وجناية تمويل وتشجيع جماعة إرهابية مع العلم المسبق بغرضها، ويتعلّق الأمر بالانخراط ودعم سرية بني دوالة التي كانت تحت امرة الإرهابي الخطير المقضى عليه (سي محند أورمضان) المكنّى (القشقاش). تفاصيل الملف المفتوح تعود حسب ما ورد في قرار الإحالة إلى تمكّن مصالح الأمن من إلقاء القبض على المتّهمة (ح. سميرة) المنحدرة من قرية آيت جمعة بواضية، بتاريخ 4 جويلية 2011، وهي تهوم في الشوارع ببني دوالة، ولدى إخضاعها للتحقيق تبيّن أنها على صلة بجماعة (القشقاش) وصرّحت بادئ الأمر بأنها كانت على علاقة غرامية بقريب أحد الإرهابيين النّاشطين رفقة (القشقاش) وهو (ب. مزيان)، وقد كلّمها عن جماعته الإرهابية، كما اصطحبها إلى أحد الأكواخ المهجورة بغابات بني دوالة وتعرّضت لاغتصاب جماعي على أيديهم من بينهم (القشقاش)، ليعدها عشيقها بالارتباط بها، كما أنهم كلّفوها بالتجسّس على قوّات الأمن ورصد تحرّكاتهم خاصّة على مستوى بني دوالة، حيث كانت دائمة التسكّع هناك وكانت مصالح الأمن تحوّلها إلى المقرّ قبل إعادتها إلى منزلها، إلى جانب الدخول إلى مقرّ فرقة الدرك الوطني ببني عيسي الذي فجّر بسيّارة مفخّخة بتاريخ 25 جويلية 2010 يومين بعد مبيتها في المقرّ المستهدف، وقد أمرتها الجماعة الإرهابية بتاريخ الفاتح جويلية 2011 بوضع متفجّرات على مستوى حاجز أمني بأزفون، لكن عشيقها رفض، وقد رافقت المدعو (أغيلاس) إلى أزفون يوم حدوث الانفجار. وذكرت المتّهمة أنها سمعت الإرهابيين يتحدّثون عن عملية اختطاف (مراد بيلاك)، وقد نقلت عملها في الجوسسة إلى أسوار المستشفى الجامعي بتيزي وزو، وكانت مهمّاتها الاستطلاعية تدرّ عليها المال الوفير الذي كانت تعيب به عائلتها المعوزة بالتحديد شقيقاتها بعد موت والدتها وشقيقها. "انتحار شقيقي دمّرني.. هربت من المنزل وفسخت خطوبتي واستسلمت لأوّل من صادفني" لدى مثولها أمام المحكمة تراجعت الإرهابية عن التصريحات المدلى بها خلال مراحل التحقيق معترفة باحتكاكها بالجماعات الإرهابية عبر صديقها (ب. مزيان) قريب أحد الأمراء، لكنها لم تشارك في التجسّس على مصالح الأمن أو ترصّدهم، وقالت إن انتحار شقيقها سنة 2009 دمّرها وأصيبت بصدمة نفسية أفقدتها السيطرة على نفسهن فغادرت المنزل العائلي هروبا من الأوضاع المزرية وفاجعة رحيل شقيقها منتحرا، كما قامت بفسخ خطوبتها، وبعد مدّة من الزمن التحقت والدتها بشقيقها وأصبحت الأوضاع لا تحتمل بوجود زوجة أب، فاستسلمت لأوّل من غازلها وهي في الشارع وبمحض الصدفة وقعت بين أيدي قريب إرهابي استغلّها رفقتهم لمصالحهم الخاصّة، مؤكّدة أنها لم تكن تعي حجم المخاطر التي تورّطت فيها. وعن سبب تراجعها عن التصريحات المدلى بها سابقا، أكّدت المتّهمة أن جحيم عائلتها دفعها إلى الافتراء على نفسها لتبقيها العدالة وراء القضبان، مصرّحة بأن حياتها لم تعد تهمّها ويؤلمها وضع عائلتها، مطالبة بعدم إطلاق سراحها لأنها لن تجد طريقا آخر سوى الذي أوصلها إلى أروقة المحاكم. وقد استمرّت جلسة المحاكمة إلى ساعات متأخّرة من ليلة أمس لسماع المتّهمين الثمانية، وكذا تصريحات الشهود الثمانية المتأسسين في القضية.