استهلّ منتخب أوكرانيا مشاركته في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم بالفوز على منتخب السويد (2-1) على الملعب الأولمبي في (كييف) أوّل أمس الاثنين، في المباراة الثانية من المجموعة الرّابعة ضمن الدور الأوّل من البطولة المُقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا. بلوخين ينجح في أوّل امتحان له نجح المدرّب الأوكراني الشهير واللاّعب السوفياتي السابق أوليغ بلوخين في تحقيق النقاط الثلاث في أولى مشاركات بلاده القارّية منذ الانفصال عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، وذلك بفضل هدّاف بارع اسمه أندري تشيفتشينكو برأسيّتين في الدقيقتين ال 55 وال 62. ولم يكن منتخب السويد صيداً سهلاً، وحاول استغلال خبرة قائده زلاتان إبراهيموفيتش لخطف نقاط المباراة، لكن الأخير ورغم أنه فعل كلّ شيء إلاّ أنه لم ينجح في تسجيل أكثر من هدف واحد في الدقيقة ال 52. شوط أوّل دون فعالية بدأ المنتخب الأوكراني وسط حماس شديد من جماهيره طالبا التقدّم المُبكّر، فسدّد له يفغيني كونوبليانكا كرةً قوية مرّت بجانب القائم، ردّ عليه منتخب السويد بكرات مرفوعة لم تشكل خطورة تُذكر. ومرّت ربع الساعة الأولى بدون فُرص واضحة، مع أفضلية طفيفة من الجانب الأوكراني من حيث التنظيم. وفي الدقيقة ال 17 أرسل نجم نادي ميلان الإيطالي زلاتان إبراهيموفيتش كرة مقصّية على المرمى الأوكراني أنقذها الحارس آندري بياتوف، أعلن بها منتخب السويد عن تواجده الحقيقي في المباراة. وأضاع السويدي ماركوس روزنبرغ فرصة التقدّم لمنتخب بلاده عندما تابع كرة داخل منطقة الجزاء... خفيفة في أحضان الحارس في الدقيقة ال 20. ولم يكن مُلهم المنتخب الأوكراني تشيفتشينكو موفّقا في الكرة الأولى التي تلقّاها من زميله آندري فورونين وانفرد بها من النّاحية اليمنى، لكنه سدّدها بلا تركيز في الدقيقة ال 24. الكبار يصنعون الفارق فرصة كبيرة جدّا للتقدّم بدأ بها المنتخب السويدي الشوط الثاني عندما سدّد روزنبرغ كرة قوية، لكن مدافع أوكرانيا سيلين وبفدائية عالية رمى بنفسه على الكرة مانعا منافسه من التقدّم. ولأن اللاّعبين الكبار دائما يكونون على الموعد نجح إبرا في متابعة كرة كيم كالستروم الأرضية الدقيقة وافتتح بها التسجيل في الدقيقة ال 52. لم يستمرّ هذا التقدّم أكثر من ثلاث دقائق عندما أصرّ الكبير الآخر تشيفتشينكو على تدوين اسمه في لائحة الهدافين، وأعاد المباراة إلى بدايتها برأسية متقنة مستغلاً عرضية يارمولنكو المرفوعة بدقّة في الدقيقة ال 55. وعاد نجم نادي دينامو كييف (تشيفا) ليصنع الفارق من جديد عندما انبرى بكلّ براعة للكرة المرفوعة من ركنيّة يفغيني كونوبليانكا وأرسلها على مرأى من المدافعين السويديين والحارس مسجّلاً هدفه الشخصي الثاني والتقدّم لأوّل مرّة لمنتخب بلاده في الدقيقة ال 62. وكان بإمكان المهاجم البديل جوان إيلمندر أن يفسد فرحة أوكرانيا في اللّحظات الأخيرة، لكنه لعب بأنانية ورعونة الكرة الممرّرة له من إبرا، ليستمرّ التقدّم الأوكراني وينجح مستضيفو البطولة في تحقيق النقاط الثلاث في أوّل ظهور لهم في يورو 2012. شفتشينكو يحقّق حلم بلوخين (لم يصدّقني أندري عندما قلت له إنني حلمت بأنه سيسجّل هدفين)، بهذه العبارة استهلّ مدرّب أوكرانيا أوليغ بلوخين مؤتمره الصحفي بعد فوز فريقه على السويد (2-1) بهدفين من رأس المخضرم أندري شفتشينكو ضمن منافسات المجموعة الرّابعة لكأس أوروبا 2012. ونظرا للإنجاز الذي حقّقه في هذه المباراة والاحترام الكبير الذي يحظى به لدى رجال الصحافة فقد صفّق هؤلاء كثيرا للنّجم الأوكراني لدى دخوله قاعة المؤتمر الصحفي ولدى خروجه أيضا اعترافاً منهم بموهبته الكبيرة. وقال شفتشينكو: (شعر بأنني في العشرين من عمري وليس في الخامسة والثلاثين، لو تسنّى لي اختيار حلمي لكنت حلمت بيوم كهذا، إنه يوم رائع)، وأضاف: (شعوري رائع، لقد خضنا مباراة كبيرة وأريد أن أشكر جميع الذين عملوا معي على مدى عام ونصف العام الأخير. لقد عانيت مشاكل عدّة في ركبتي وظهري، أمّا الآن فأنا في كامل لياقتي بفضل هؤلاء)، وسجّل شفتشينكو هدفين رائعين برأسه ليقلب فريقه تخلّفه بهدف إلى فوز (2-1). بلوخين هنّأ جميع لاعبيه هنّأ بلوخين أحد نجوم الكرة السوفياتية في السبعينيات عندما أحرز الكرة الذهبية التي تمنحها مجلّة (فرانس فوتبول) عام 1975 فريقه بالفوز بالقول: "أهنّئ فريقي على الفوز والأداء الجيّد، أمّا عتبي الوحيد فكان عدم تقديم أداء جيّد في الدقائق الأخيرة)، وأضاف: (الجميع انتقدونا واعتبروا أننا لم نستعد كما يجب لهذه البطولة، لكننا أثبتنا خلاف ذلك)، وتابع: (إنه يوم رائع لأوكرانيا، لكن تبقى لنا مباراتان صعبتان ويجب الاستعداد لهما بشكل جيّد).