سلمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس، 6 أسرى اسرائيليين مقابل إفراج الاحتلال الصهيوني عن 602 أسير فلسطيني في واحدة من أعظم محطات الحركة الأسيرة الفلسطينية، حيث مكنت عشرات الأسرى من ذوي المؤبد والمحكوميات العالية من رؤية النّور بعد سنوات وعقود من الاعتقال. جاءت الدفعة السابعة من عملية تبادل الأسرى مختلفة عن سابقاتها، سواء من حيث العدد أو من حيث طريقة التسليم التي تمت في مناطق مختلفة من القطاع، وسط حضور جماهيري حاشد عكس التفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته الصامدة والباسلة. وأضفت عليها صورة أسير اسرائيلي يقبّل جبين مقاومين "قساميين"، في مشهد غير مألوف، أكثر من معنى ورسالة تؤرخ لهذه المقاومة بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ. وعرفت هذه العملية تسليم 6 إسرائيليين دفعة واحدة، منهم أسير اسرائيلي محتجز في غزّة منذ 2014، وهو أفيرا منغستو، الذي سلمته "كتائب القسام" أمس، للجنة الدولية للصليب الأحمر في عملية جرت في رفح بأقصى جنوب القطاع إلى جانب أسير ثان. وكانت عائلة منغستو اتهمت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بتجاهله. كما ارتأت "كتائب القسام" تسليم الأسير، هشام السيد، الذي قضى هو الآخر قرابة عشر سنوات في الأسر في قطاع غزّة، دون مراسم احتراما لفلسطيني الداخل، في حين سلمت 3 أسرى آخرين بمنطقة النصيرات وسط القطاع. وتحت عنوان "ليست مجرد صفقة بل صفحة جديدة من النضال الفلسطيني"، أعلن مكتب إعلام الأسرى عن إفراج الاحتلال عن 151 أسير ضمنهم 50 محكوما عليهم بالسجن المؤبد و60 بأحكام عالية و41 من محرري "صفقة الوفاء"، إضافة إلى إطلاق سراح 445 أسير من غزّة اعتقلوا بعد السابع أكتوبر. كما نشر المكتب قائمة الأطفال والأسيرات المعنيين بالإفراج ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لصفقة "طوفان الأحرار" والذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من قطاع غزّة بعد ال7 أكتوبر. وتزامنا مع تنفيذ عملية التبادل قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية في الجزائر، يوسف حمدان، في تصريح صحفي إن "التسليم يأتي اليوم ضمن صفقة التبادل في مشهد وطني مهيب يعكس وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله، بينما يعيش الاحتلال حالة من التشظّي وتبادل الاتهامات". وأكد بأن الحضور الجماهيري الحاشد خلال عملية التسليم يحمل رسالة متجددة للاحتلال وداعميه، بأن الالتحام بين شعب ومقاومته متجذر وراسخ، مشيرا إلى أن "انجاز المقاومة لعملية التبادل تؤكد مجددا التزام الحركة بالاتفاق مقابل مواصلة الاحتلال التهرب والممطالة من تنفيذ بنوده". وهو ما جعله يؤكد بأنه أصبح واضحا للجميع ولعائلات الأسرى الإسرائيليين على وجه الخصوص، أن أمامهم وأمام حكومتهم واحد من الخيارين، "إما أن يعود الأسرى في توابيت كما حصل يوم الخميس الماضي، جثثا هامدة وإما أن يعودوا أحياء تحتضنهم عائلاتهم ضمن هذه الصفقة وضمن التزام الاحتلال ببنودها". وجدد حمدان، جاهزية "حماس" للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق واستعدادها التام لإتمام عملية تبادل شاملة، بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا للاحتلال من قطاع غزّة. وبينما حذّر مجددا من محاولة الاحتلال التنصل من الاتفاق، أكد ممثل "حماس" في الجزائر أن الطريق الوحيد لعودة الأسرى إلى ذويهم هو عبر التفاوض والالتزام الصادق ببنود الاتفاق. وقال إن "كل محاولات نتنياهو الهروب من هزيمة جيشه في غزّة بارتكاب مجازر جديدة في الضفة الغربية، لن تكسر غزّة ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته في الضفة الغربية وفي كل المناطق المحتلة". وأضاف "لقد بدى واضحا للجميع تعاملنا مع الأسرى الذي يستند إلى تعاليم ديننا وقيمنا الإنسانية، بينما يتجرع أسرانا في سجون الاحتلال أصناف العذاب والقمع بسبب سياسات الاحتلال العنجهية والمجرمة". وتطرق حمدان، إلى قرار "كتائب القسام" تسليم أسير اسرائيلي محتجز في قطاع غزّة منذ أكثر من 10 سنوات، حيث قال "لقد شاهد الاحتلال أسراه الذين تركوا لأكثر من عشرة سنوات اليوم وهم يسلمون بعدما قررت "كتائب القسام" أن تطلق سراحهم ضمن الصفقة". وأوضح أن هذا القرار جاء من أجل التأكيد على أن "هذا هو الطريق الوحيد لنفرج عن الأسرى بين أيدي المقاومة، وأن الاحتلال ترك مواطنيه وترك جنوده طوال هذه السنوات الطويلة بين يدي المقاومة دون أن يدفع استحقاقات هذه الصفقة". "حماس" تستنكر أكاذيب الاحتلال حول مقتل أطفال عائلة "بيباس" على يد الآسرين استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، بشدة مزاعم وادعاءات الاحتلال الصهيوني الذي يروّج الأكاذيب بزعمه مقتل أطفال عائلة بيباس على يد الآسرين لتبرير جرائمه بحق الأطفال والمدنيين. وأكدت في بيان لها أمس، إن "هذه الادعاءات ليست سوى أكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة، وليس كما يزعم الإعلام الصهيوني بهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتبرير جرائم الاحتلال بحق شعبنا". وجاء في البيان "لقد حافظت المقاومة على حياة الأسرى بكل أمانة ومسؤولية والتزمت بأخلاقها الإسلامية وقيمها الإنسانية، حتى إنها لم تمس كلبا كان بصحبة إحدى الأسيرات وحافظت على سلامته ما يعكس التزامها العميق بمبادئها الأخلاقية والدينية". وقالت إن "هذه الادعاءات الباطلة ما هي إلاّ محاولة مكشوفة من قبل الاحتلال الصهيوني المجرم للتلاعب بمشاعر عائلات الأسرى ولجم الغضب الشعبي المتصاعد ضد نتنياهو وحكومته الإرهابية المتطرّفة". أطباء بريطانيون يحذّرون من ارتفاع عدد الشهداء في غزّة تشديد أممي على ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية نبّهت الأممالمتحدة لحجم الدمار الهائل في قطاع غزّة، والذي يتطلب حسبها تكثيف الجهود الإنسانية لمساعدة السكان على استعادة نمط حياتهم، خاصة في ظل استمرار التحذيرات من ارتفاع عدد الشهداء جراء الأمراض وسوء التغذية. جاء ذلك خلال زيارة قامت بها المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، ومنسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، إلى القطاع اطلعا خلالها عن قرب على الأوضاع الإنسانية وجهود الإغاثة المستمرة. وأشار هادي، إلى أن سكان غزّة يتطلعون إلى مستقبل أفضل ويريدون وقفا دائما لإطلاق النار لإعادة بناء حياتهم، مؤكدا أن الناس لا يريدون الاستمرار في الاعتماد على المساعدات الإنسانية، بل يتطلعون إلى مشاريع إعادة الإعمار والتنمية مع التأكيد على التعليم يمثل أولوية قصوى لسكان القطاع. من جانبها أشارت بوب، إلى أن العائلات التي فقدت كل شيء تواجه ظروفا صعبة في ظل انعدام البنية التحتية والخدمات، مؤكدة أنهم يحتاجون إلى دعم عاجل يمكنهم من العيش بكرامة وأمان. وأوضحت في هذا السياق أن المنظمة الدولية للهجرة أرسلت منذ 19 جانفي الماضي، بالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النّار أكثر من 325 ألف مادة إغاثية تشمل مستلزمات الإيواء والمياه والصرف الصحي لدعم السكان. بالتزامن مع ذلك حذّر أطباء بريطانيون عملوا في غزّة خلال العدوان الصهيوني من تدهور صحة الفلسطينيين على المدى الطويل، واستمرار ارتفاع عدد الشهداء هناك بسبب الإصابات والمرض وسوء التغذية. وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن انتشار الأمراض المعدية والمشاكل الصحية المتعددة المرتبطة بسوء التغذية، إلى جانب تدمير المستشفيات وقتل الخبراء الطبيين "سيؤدي إلى استمرار ارتفاع معدلات الوفيات بين الفلسطينيين في غزّة حتى بعد وقف القصف الصهيوني. وقال غسان أبو ستة، جراح فلسطيني- بريطاني، عمل بمستشفى "الشفاء" ومستشفى "الأهلي العربي" بقطاع غزّة، إن معدلات سوء التغذية ارتفعت بشكل حاد للغاية في غزّة، حيث وصل الأمر إلى أن العديد من الأطفال "لا يتعافون أبدا"، مؤكدا أنه "تم القضاء على فرق كاملة من الأخصائيين الطبيين في غزّة وستستغرق مدة التدريب المطلوبة لاستبدالهم ما يصل إلى 10 سنوات". من جانبه قال نظام محمود، جراح بريطاني متقاعد من مقاطعة هامبشاير، كان يعمل العام الماضي، في مستشفى "ناصر" بجنوب غزّة، إن عدد الشهداء غير المتعلقين بالإصابات البالغة قد يصل إلى أكثر من 186 ألف، مشيرا إلى أنه من بين العوامل المتسببة في ذلك "استهداف العاملين بقطاع الرعاية الصحية" خلال العدوان. وأضاف أنه "لم يتبق سوى جراح واحد من أصل ستة جراحين متخصصين في مجال الأوعية الدموية كانوا يغطون منطقة شمال القطاع. كما لم يتبق أطباء متخصصون في أمراض السرطان على قيد الحياة". وتوقعت الأممالمتحدة، في تقرير أصدرته الشهر الماضي، أنه في عام 2025 يحتاج أكثر من 60 ألف طفل في غزّة إلى تلقي العلاج اللازم بسبب سوء التغذية الحاد وبعضهم استشهد بالفعل. وذكرت تقارير محلية أن أبو ستة، قدم أدلة للمحكمة الجنائية الدولية، بشأن ما شهده خلال فترة عمله في غزّة، حيث وصف انتشار المرض هناك ب«الكارثي" وأكد أن أكثر من نصف المصابين الذين عالجهم كانوا من الأطفال. حذّرت من عمليات القوات الصهيونية في الضفّة الغربية الأممالمتحدة تعرب عن قلقها أعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء تواصل العدوان الصهيوني على مدن الضفة الغربيةالمحتلة خاصة في الشمال للشهر الثاني على التوالي. قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عقده ليلة الجمعة إلى السبت، إن "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يواصل مراقبة الوضع في الضفة الغربيةالمحتلة". وشدد على أن المكتب الأممي "لا يزال يشعر بالقلق" إزاء العدوان العسكري الذي يشنه الاحتلال الصهيوني في الجزء الشمالي من الضفة الغربيةالمحتلة، حيث ينفذ "أطول هجمات له منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي". ولفت إلى أن هجمات المستوطنين الصهاينة الذين يغتصبون أراضي الفلسطينيين لا تزال مستمرة، كاشفا عن توثيق ما معدله 5 اعتداءات "عنف من قبل مستوطنين" يوميا بالضفة الغربيةالمحتلة خلال آخر أسبوع. وبيّن أن هذه الاعتداءات "ألحقت أضرارا بممتلكات الفلسطينيين كما قطع المستوطنون أنابيب المياه الزراعية بما أثّر سلبا على مصادر عيش عشرات المزارعين الفلسطينيين". وأضاف دوجاريك، أن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وثق نزوح حوالي 2300 فلسطيني من بينهم 1100 طفل في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ العام الماضي، بسبب هجمات المستوطنين والقيود التي يفرضها الاحتلال. وكان مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حذّر من العمليات الجارية للقوات الصهيونية في الجزء الشمالي من الضفة الغربيةالمحتلة. وأعرب عن مخاوفه الكبيرة من استمرار عنف المستوطنين أيضا. وأشار إلى توثيقه في الفترة ما بين 11 و17 فيفري الجاري، 34 حادثة بمعدل 5 حوادث يوميا تقريبا شملت مستوطنين وأسفرت عن إصابات أو أضرار بممتلكات الفلسطينيين. يذكر أن قوات الاحتلال دفعت أول أمس، بتعزيزات عسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيميها طولكرم ونور شمس وسط نصب الحواجز في الشوارع الرئيسية. كما كثفت من تواجدها في مختلف شوارع المدينة. وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023، صعّد الاحتلال الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، حيث سجل استشهاد 81 مواطنا منذ بداية العام الجاري، وفقا لإحصائيات رسمية فلسطينية.