فنّد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس الأحد ما أصبح متداولا في المدّة الأخيرة حول سعيه للترشّح لرئاسيات 2014، مؤكّدا أن الأوضاع التي يعيشها الحزب لا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية. وفي سياق آخر، قرّر أعضاء اللّجنة المركزية للحزب مساء السبت عقد دورة استثنائية طارئة في شهر سبتمبر القادم لوضع استراتيجية للانتخابات المحلّية المقبلة وذلك خلال اختتام أشغال الدورة العادية التي أنهى فيها بلخادم معركة اللّجنة المركزية بحصوله على تأييد أكثر من 250 عضوا. نفى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في ندوة صحفية عقدها أمس الأحد بمقر الحزب وجود أي علاقة لما يحدث داخل الحزب بالانتخابات الرئاسية لسنة 2014 مفندا بذلك (الأقاويل) التي شاعت مؤخرا حول سعيه للترشح للرئاسيات. وفي هذا الصدد أكّد بلخادم أنه سيعلن عن ترشّحه إذا كان له طموح في ذلك، مذكّرا بأن اللّجنة المركزية هي التي تزكّي المرشّح للانتخابات الرئاسية طبقا للقانون الأساسي للحزب، أمّا عما روّج من طرف معارضيه حول تقديمه لوعود لبعض أعضاء اللّجنة المركزية لتسلّم حقائب وزارية فقد علّق عليه الأمين العام بقوله: (رئيس الجمهورية هو الذي يعيّن الوزراء وليس الأمين العام)، مضيفا أن مثل هذا الكلام (عيب ولا يليق بسمعة أكبر حزب في الجزائر). وبالرغم من التوترات والأجواء المشحونة التي ميّزت افتتاح الدورة العادية للّجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني التي عقدت يوم الجمعة الماضي بفندق الرياض بالعاصمة، والتي عرفت مشادّات عنيفة بين أنصار ومعارضي الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم إلاّ أن هذا الأخير فضّل -بعد تزكيته للبقاء على رأس الحزب- مواصلة أشغال الجلسة ليومها الثاني متجاهلا الأحداث التي شهدها أوّل يوم للاجتماع والتهديدات التي أطلقها معارضوه متوعدين بمحاكمته وتجميد أموال الحزب. حيث أكّد بلخادم في كلمة ألقاها أمام المشاركين في الدورة العادية أنه قد تم معالجة كل نقاط الخلاف وفقا للقانون الأساسي للحزب، وهو ما نفاه معارضوه متّهمين الأمين العام بالتزوير والاستنجاد بغرباء عن الحزب لإنقاذ منصبه. وتوعّد بلخادم خلال حديثه بفصل عدد من أمناء المحافظات خدمة لمصالح الحزب -على حد قوله-، مشيرا إلى ضرورة إنهاء الخلافات التي يعيشها الحزب والابتعاد عن التصرّفات التي أبداها بعض المعارضين. وقد انتهت أشغال الدورة العادية للّجنة المركزية مساء السبت بالمصادقة على اللاّئحة النّظامية والبيان السياسي والتقرير المالي للحزب لسنة 2011. وفي إطار التحضير لسباق المحلّيات قرّر أعضاء اللّجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني خلال الجلسة الختامية للدورة العادية للجنة التي اختتمت مساء السبت عقد جلسة استثنائية لهذه الهيئة في شهر سبتمبر القادم من أجل تحديد استراتيجية الحزب للانتخابات المحلّية المقبلة، وقد تميّزت الجلسة الختامية للدورة العادية للّجنة المركزية بالهدوء، حيث حضرها عدد من الأعضاء المعارضين للأمين العام للحزب وتمّت المصادقة على تقارير لجان بيان اللسياسة العامّة والقضايا التنظيمية والانتخابات المحلّية، إلى جانب التقرير المالي لسنة 2011، كما ميّز الجلسة الختامية تلاوة تقرير المحضر القضائي الذي أكّد تقديم بلخادم لقائمة بأسماء المزكّين الذين وصل عددهم إلى 251 عضوا من أصل 333 عضوا مسجّلين للمشاركة في أشغال الدورة والذين حضر منهم 313 عضوا. للتذكير، فقد شهد انطلاق أشغال الدورة العادية صباح الجمعة الماضي مشادّات عنيفة بين مؤيّدي ومعارضي الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم الذين طالبوه بالرّحيل، في حين عرفت الجلسة الختامية جوا من الهدوء بحضور ممثّلي الصحافة الوطنية.