دقّ عدد من طلبة وأساتذة مختلف جامعات الوطن ناقوس الخطر، معبّرين عن استيائهم الشديد من حالة الرّعب التي عمّت أوساط الطلبة الجامعيين جرّاء الإهمال وعدم تحمّل المسؤولية من قبل مسؤولي هذه الجامعات، ما أثار مخاوف الكثيرين من أساتذة وطلبة وحتى أولياء الطلبة بعدما ازدادت الأوضاع تعقيدا بسبب الحالة الكارثية التي آلت إليها جامعات الجزائر مؤخّرا، كاللاّ أمن الذي بات يهدّد حياة الطلبة والأساتذة، إضافة إلى أخطار أخرى باتت تحدق بهم. في ظلّ الاستغراب الشديد الذي عبّر عنه طلبة جامعات الجزائر اتجاه عجز كثير من المسؤولين عن تحمّل المسؤوليات المسندة إليهم، قال بعض الطلبة أن هذه الجامعات أصبحت قبلة وحدائق عمومية تستقطب عددا من الغرباء، حيث أصبحوا يتوافدون عليها من كلّ حدب وصوب. وأضاف نفس المتحدّثون أنهم ضاقوا ذرعا بالحالة الكارثية التي آلت إليها معظم جامعات الوطن، كانعدام الأمن داخل الحرم الجامعي وعدم توفّر الظروف الملائمة للتمدرس، ناهيك عن بعض الأعطاب التي تشهدها الأقسام كترك الأسلاك الكهربائية متدلّية بطريقة عشوائية دون تركيب قواطع الكهرباء، إضافة إلى هشاشة الأجهزة المستعملة في المخابر في بعض الجامعات، هذه كلّها يمكن أن تؤدّي إلى ما لا يحمد عقباه، واصفين السنة الجامعية بالمخيّبة والكارثية في تاريخ الجامعة الجزائرية. وعن أوضاع الجامعة الجزائرية أدلى رئيس فوج التحالف من أجل التجديد الطلاّبي الوطني بكلّية العلوم السياسية والإعلام بالجزائر العاصمة بتصريح ل (أخبار اليوم) قال فيه إن السنة الجامعية الحالية التي تشرف على نهايتها ليست كغيرها من السنوات الجامعية السابقة، كما وصفها بالسنة الكارثية، خاصّة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدد من جامعات الوطن بداية من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا التي استيقظت على وقع خبر وفاة طالب يدرس في نفس الجامعة إثر إصابته بصعقة كهربائية. حيث وصف نفس المتحدّث هذا الأمر بالإجرام في حقّ الإنسانية، إضافة إلى انفجار الغاز في إقامة جامعية بتلمسان، ما أدّى إلى قتل أرواح بريئة، ومؤخّرا تعرّض طالبة من طلبة كلّية العلوم السياسية والإعلام في الأسبوع الماضي للسرقة من قبل غرباء داخل الحرم الجامعي، واصفا كلّ هذا باللاّ مبالاة. ومن جهة أخرى، قال المتحدّث إن عمداء الجامعات والكلّيات وكلّ مسؤول أصبحوا غير مهتمّين بأوضاع وأحوال الطلبة، أي كلّ أصبح يعمل على حسابه وعلى حساب مصالحه، وأضاف أن مصلحة الطالب أصبحت بين قوسين، ما لم تكن هناك رقابة من قبل الوزارة الوصية، فإن الأمر سيبقى على حاله، هذا إن لم نقل إن الأمر سيزداد تفاقما أكثر فأكثر عمّا هو عليه. في نفس السياق، يرى السيّد حكيم حسام أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر أن هناك اختلالات كبيرة في التنظيم الداخلي للجامعات رغم الإمكانيات الكبيرة التي سخّرتها الدولة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرا إلى أن المشكل يبقى مشكل تسيير، خاصّة من الجانب الأمني الذي يعاني منه الطالب والأستاذ على حدّ سواء. فالجامعة الجزائرية تعيش ظروفا قاسية ومأساوية أرهقت الكثيرين، إضافة إلى ذلك هناك تسيّب كبير على مستوى معظم الجامعات، هذا إن لم نقل كلّها كقلّة النظافة وانعدام التنظيم الجيّد والمحكم، ناهيك عن عدم توفّر الظروف الملائمة والكفيلة للتمدرس، كندرة أجهزة التدفئة والتبريد خاصّة في مرحلة الامتحانات الصيفية في بعض من الجامعات. كما نوه ذات المتحدّث بفكرة قد يتغاضى عنها الكثيرون ألا وهي بعض السلوكيات اللاّ أخلاقية التي تصدر من بعض الطلبة، سواء كانوا ذكورا أو إناثا، مشيرا إلى أن الجامعة الجزائرية لها قداستها وخصوصيتها، فهي ليست فقط بنايات مشيّدة وبرامج بيداغوجية مسطّرة وإنما هي منارة للتعلّم ومنبر للسلوك الحضاري، داعيا الوزارة الوصية والإدارة كلّ حسب مهامه المخوّلة إليه إلى القيام بعمليات المراقبة والصيانة الدورية لكلّ التجهيزات الكهربائية وحتى الالكترونية، كما يجب اعتماد استراتيجية محكمة حتى لا تكون هناك تجاوزات كالتي حدثت من قبل. فكلّ هذه المعايير السلبية لابد على الدولة أن تنظر فيها حتى لا يحدث ما حدث مؤخّرا، وذلك بتسطير برنامج هيكلي يضمن السير الأمثل للسنة الجامعية والمردود الدراسي ككلّ. ويناشد المتحدّث مختلف أفراد الأسرة الجامعية الوزارة الوصية التدخّل العاجل لإيجاد حلّ لهذه المشاكل التي أرهقت كاهلهم حتى لا تتأزّم الأوضاع وتتفاقم الأمور أكثر فأكثر، وهذا تجنّبا لأيّ تجاوزات أخرى قد تحدث في ما تبقّى من الموسم الحالي أو خلال المواسم المقبلة.