كشفت وزارة الدفاع التونسية أن سلاح الجوّ التونسي قصف سيّارات ومواقع لمسلّحين في المنطقة الحدودية مع الجزائر وليبيا في أقصى جنوب البلاد، وكشفت وزارة الدفاع التونسية في بيان لها أن سلاح الجوّ التونسي قصف 3 سيّارات وخيمتين نصبهما مسلّحون لم تحدّد هويتهم في منطقة رمادة بمحافظة تطاوين (جنوب) الحدودية مع ليبيا والجزائر التي يبدو أنها باتت مطالبة بمزيد من اليقظة لحماية أمنها وحدودها. ذكرت الوزارة التونسية في البيان أنه تمّ العثور في المكان الذي تعرّض للقصف على (أثار أقدام 6 أشخاص متّجهة نحو الجنوب الغربي باتجاه الجزائر وسلاح هاون ورشاشين وقاذفتي صواريخ محمولة و3 قاذفات أر بي جي وكمّية من الذخائر والشماريخ وأجهزة اتّصال موتورولا وجهاز تحديد مواقع جي بي إس وأوراق تعليم الصلاة باللّغة الفرنسية)، وأشارت إلى أن (عمليات التمشيط والبحث ما تزال متواصلة) في المنطقة. ولم توضّح الوزارة إن كانت عثرت أم لا على جثث قتلى في المكان الذي تعرّض للقصف الجوّي. وكانت وكالة الأنباء التونسية أعلنت أن السيّارات التي دمّرها سلاح الجوّ التونسي (قادمة من ليبيا وفي طريقها إلى الجزائر). وقالت الوكالة إن السيّارات (محمّلة بالسلاح)، وأنها (بادرت بإطلاق النّار على طائرة عسكرية للجيش الوطني كانت تمشّط الحدود، فردّت الطائرة في الحين على الهدف ودمّرته). وطلب وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي من الولايات المتّحدة الأمريكية (دعما لوجسيتيا) للجيش التونسي (لتعزيز قدراته العملياتية ومساعدته على القيام بمهامه الإصلية ضمانا للاستقرار في المناطق الحدودية) مع ليبيا والجزائر. وأكّد الوزير (حرص تونس على مزيد من التنسيق والتعاون مع بلدان الجوار بما يساهم في تأمين أمن المنطقة واستقرارها). وتحدّ تونس غربا الجزائر وشرقا ليبيا، وترتبط البلاد بحدود برّية مشتركة طولها نحو 1000 كلم مع الجزائر وحوالي 500 كلم مع ليبيا. وانتشر تهريب الأسلحة على الحدود بين ليبيا وتونس منذ الإطاحة بنظام العقيد اللّيبي معمّر القذافي الذي قتل في أكتوبر 2011. وفي 23 أفريل 2012 حذّر الجنرال كارتر هام القائد الأعلى للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا في ختام زيارة رسمية إلى تونس من أن عمليات تهريب الأسلحة من ليبيا تمثّل (خطرا حقيقيا)، ودعا إلى (تظافر الجهود الإقليمية والدولية) لمنع وصول الأسلحة إلى (التنظيمات الإرهابية) فى إفريقيا مثل (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي). وقال المسؤول العسكري الأمريكي إن التنظيمات (الإرهابية) في إفريقيا (تهدّد الأمن والاستقرار في القارّة، خاصّة في ضوء الأحداث الجارية في مالي وغينيا بيساو وتهريب كمّيات كبيرة من الأسلحة من ليبيا).