كادت الدموع تنهمر من الإعلامية لميس الحديدي، وهي تعلق على نتائج الفرز، التي أظهرت فوز الدكتور محمد مرسى، برئاسة الجمهورية، واندحار الفريق الفلولي المدعوم إسرائيليًا وغربيًا وقبطيا أحمد شفيق، رئيس وزراء (موقعة الجمل). كادت تبكي.. يتحشرج صوتها وهي تنعى تقهقر مرشحها المفضل، الذي كان الأمل الوحيد والأخير لإنقاذ دولة الطغيان والفساد، التي ترعرعت في أجوائها، ونالت هي عبر عائلة المخلوع المال والشهرة والنفوذ، فصارت إعلامية تتصدر المشهد، وتوجه الرأي العام، وتتربح الملايين هي وزوجها بين شعب يموت من المرض والجوع. لا تبكي يا لميس.. فكم أبكيتمونا خلف الأسوار، ولا تتألمي فكم تألمنا من قطع الأرزاق، ومصادرة الحريات، ولا تحزني فكم أحزنتم قلوبنا، وأدمعتهم عيوننا، وسرقتم قوتنا، وسلبتم حقوقنا. لا تبكي يا لميس، فهذا حال الدنيا لا تدوم لأحد، ومالك الملك ينزع الملك ممن يشاء، وكفاكم ما أخذتموه من مال وسلطان ونفوذ وشهرة.. تعلمين جيدًا أنك لم تناليها بعرق وجهد، في وقت كنت تتمسحين وزوجك (أديب) بحذاء المخلوع ونجليه، وتقدمين قرابين الطاعة والولاء لدولة التوريث والتعذيب. لن أواسيك يا لميس.. ألا تذكرين عندما اتهم زوجك المغوار المتلون كالحرباء أنبل من في مصر بأنهم يتلقون دعمًا من الخارج ويتناولون وجبات غذائية من (كنتاكي).. ألا تذكرين أنك أحد الوجوه البارزة في اللجنة الإعلامية للحزب الوطني المنحل، وتم تكليفك بتولي مسئولية الإعلام في الانتخابات الرئاسية المزورة، التي أجراها نظام مبارك. ألا تذكرين أنك على رأس النخبة الليبرالية الفاسدة التي حرضت - وما زالت الجيش- على الانقلاب، دون أدنى احترام لقواعد الديمقراطية، ودون حياء أو مهنية ظللت تقولين (حتسبونا كده للإخوان.. مش معقول بعد 3 أسابيع ننتقل من الدولة المدنية إلى الدولة الدينية، وننتقل من الدولة إلى اللادولة وننتقل من الدستور إلى اللادستور.. أنا متأكدة أكيد الجيش مش حيسيبنا كده.. أنا متأكدة إنه مجهز لنا حاجة). ألا تذكرين أن المصريين لقبوك ب(أم الفلول)، وأنك وعائلة أديب ممن رعوا مشروع التوريث، دون أن نسمع لكم صوتا للدفاع عن مظلوم أو مقهور، أو فضح مفسد أو مزور، أو مواساة أم شهيد. لميس وأديب.. بكري وأبوحامد.. تامر وخيري.. سيد علي وشلبوكا.. الجلاد والأمين.. رزق والنمنم.. حرب وساويرس.. لا تبكوا.