في ظلّ العدد اللاّ متناهي من المدرّبين المتخرّجين من المعاهد الجزائرية، والذي بات يفوق عددهم جميعا عدد الأندية الجزائرية المنظوية تحت لواء (الفاف) والمقدّر بأكثر من 1500 فريق، إلاّ أن المتمعّن في (الموضة) الجديدة التي ينتهجها جلّ رؤساء الأندية خاصّة المنتمية إلى بطولة الرّابطة المحترفة الأولى يلاحظ اعتمادهم بشكل كبير على المدرّبين الأجانب. آخر الفرق التي دخلت خانة الفرق التي تعتمد على الأطر الأجنبية نجد فريق شباب قسنطينة المتعاقد مع المدرّب الفرنسي روجي لومير، وقبل ذلك كانت أندية اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر ووفاق سطيف ومولودية وهران وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد وشبيبة بجاية وغيرها من أندية الرّابطة المحترفة الأولى فضّلت مدرّبين أجانب. الغريب في أمر رؤساء هذه الأندية أنهم ينظرون إلى التقنيين الأجانب نظرة احترام وتقدير فيما ينظرون إلى التقنيين المحلّيين نظرة احتقار ويصفونهم بالمدرّبين الفاشلين. الاحترام الذي يقابل به المدرّبون الأجانب في الجزائر لا يتوقّف عند هذا الحدّ، بل نجده في الجانب المالي، فأقلّ راتب شهري يحصل عليه مدرّب أجنبي في الأندية الجزائرية وهو مدرّب شباب بلوزداد ساليناس، حيث يحصل على 120 مليون سنتيم، تقابله المبالغ الزّهيدة التي يحصل عليها المدرّبون الجزائريون، فأغلى مدرّب لا يحصل على 80 مليون سنتيم، بمعنى آخر أن أغلى مدرّب جزائري (أرخص) من جميع المدرّبين الأجانب المتواجدين في الجزائر. ويا ليت الأمر يتوقّف عند هذا الحدّ، بل نجد أن المدرّب الأجنبي يحصل على جميع أمواله المتّفق عليها في آخر يوم من كلّ شهر دون أيّ إشكال، فيما نجد المدرّب الجزائري لا يحصل على أمواله إلاّ بعد لجوئه إلى المحاكم. والنتيجة من كلّ هذا أن المدرّب الأجنبي يبقى عطاؤه ضعيفا مقارنة بما قدّمه المدرّب المحلّي لكرة الجزائرية، وانظروا في سجّل الشيخ سعدان فستجدون الخبر اليقين.