تطالب معظم الأندية التابعة للقسم المحترف الأول، على لسان رؤسائها وحتى مدربيها، الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بإعادة النظر في قرار عدم السماح لها بضم سوى لاعبين أجنبيين وإشراك لاعب واحد في كل مباراة، وتزداد حدة هذا المطلب بمرور جولات البطولة، حيث تيقن على ما يبدو هؤلاء، أن المستوى منحط بعدم إقحام كل لاعبيهم الأجانب، هذا ما جاء على لسان مدرب اتحاد العاصمة نورالدين سعدي، الذي أكد أن داربي العاصمة افتقد للحماس والإثارة بعدم إشراك لاعبين أجانب من الطرفين ويلاحظ أن أغلب الأجانب الذين ينشطون في البطولة أفارقة، ورؤساء الأندية خلال اجتماعهم الأخير راسلوا الفاف مطالبين بإلغاء قانون اللاعبين الأجانب والسماح للأندية إشراك وجلب عدد أكبر منهم. الاتحادية عندما سنت القانون كان ذلك من أجل منح الفرصة للاعبين الجزائريين للظهور واللعب، وهو ما يعتبره المسؤولون عن الأندية المحترفة أمرا خاطئا مثلما أكده ل "السياسي" محفوظ قرباج رئيس شباب بلوزداد. مشددين على أن وجود الأجانب هو ما يدفع باللاعبين المحليين نحو الأمام، غير أن الفاف ترى أن المشاكل التي حصلت مع هؤلاء الأفارقة مع معظم الأندية والمتمثلة في عدم دفع مستحقاتهم المالية أدخلتها في صراعات مع اتحاديات بلدانهم ثم الفيفا، إلى جانب اكتشاف حالات للاعبين زوروا وثائقهم لإخفاء سنهم الحقيقي حتى يلعبوا في الجزائر. هذا كله جعل الفاف، تصدر قرارها القاضي بعدم السماح للأندية بضم سوى لاعبين فقط، وإشراك واحد في كل مباراة. وإلى جانب قرباج يعتقد مدوار ومنادي رئيسا جمعية الشلف واتحاد عنابة على التوالي، وبعد مرور عشر جولات من أول بطولة احترافية، أن الأمور لا زالت على حالها وأن المستوى لم يرتفع، مشيرين إلى حاجة فرقهم إلى لاعبين أجانب، وقال مدوار في هذا الشأن: "الاحتراف يتطلب جلب لاعبين محترفين مثلما يحدث في كل البلدان، وعليه أظن أنه من المفترض أن نطبق ذلك في بلدنا". واستدل الرئيس الشلفاوي بإدريسا كوليبالي، قائلا: "انظروا ما يقدمه كوليبالي لدفاع شبيبة القبائل، لا أحد يمكنه أن ينكر الدور الفعال لهذا اللاعب في فريق كبير مثل الشبيبة، مما جعله يتلقى استدعاء من منتخب بلاده". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة للمطالبين باللاعبين الأفارقة، حيث صرح من قبل المدرب المستقيل من اتحاد البليدة، عساس، قبل رحيله حول نتائج فريقه، قائلا: "نحن ننتظر عودة إيزتشال إلى الفريق، فهو من سيجلب لنا الحل في الأمام من أجل الوصول إلى الشباك"، غير أن قضية هذا اللاعب أثارت الكثير من الكلام، خاصة وأنه كان يطالب بمستحقاته ولم يعد إلى البليدة بسبب ذلك. والغريب في الأمر أن هؤلاء الأجانب الذين ينادي بهم رؤساء الأندية، كلهم من إفريقيا ويتم جلبهم لأنهم أقل تكلفة مقارنة بلاعبين آخرين، فقد حدث في أحد الأندية أن كان أحد اللاعبين الأفارقة يتلقى أجرة شهرية تقدر ب 200 أورو فقط، وفي نادٍ آخر عانى فيه لاعب إفريقي من إهمال كبير حتى أنه لم يكن يجد ما يقتات به. ومن أجل قلة التكاليف فإن هؤلاء الرؤساء الذين ينادون بجلب الأفارقة، لا يتوجهون إلى التعاقد مع لاعبين من البلدان المجاورة ما عدا تجربة الشبيبة مع عمر داود من ليبيا كما يلجأون إلى بعض المغتربين الجزائريين الذين يتمتعون بمستوى متواضع وفي بعض الأحيان أقل بكثير من مستوى المحليين. وبالعودة قليلا إلى الوراء أين كانت كرة القدم الجزائرية في أحسن أحوالها، لن نجد ولو لاعبا إفريقيا في النوادي، التي كانت مشكلة دائما من اللاعبين المحليين، والتي كانت خزانا كبيرا للمنتخب الوطني، وسبب هذا النجاح كان يكمن في الاعتناء بالتكوين ثم التكوين.