يتقاضى المدربون في البطولة الجزائرية للرابطة الاحترافية الأولى أجورا متباينة من مدرب لآخر ومن ناد لآخر بل وحتى من موسم لآخر لكنها تبقى زهيدة مقارنة بنظرائهم في الدول العربية بما فيها مدربو المغرب وتونس· القسم الرياضي يخضع سلم الأجور في الجزائر إلى عدد من الشروط بداية باسم المدرب وسيرته الذاتية وتاريخه والفريق الذي سوف يدربه والأهداف المتفق عليها مع الإدارة، وعموما فإن القاعدة المعمول بها في الجزائر وعلى غرار جميع الدوريات العربية هي أن المدرب الأجنبي يبقى دوما الأفضل أجرا من المحلي مع وجود بعض الاستثناءات، فالمدرب الأجنبي لا تقل أجرته الشهرية عن الثمانية آلاف أورو فضلا عن الامتيازات العينية التي يستفيد منها طوال تواجده من سيارة فخمة وإيواء وتذاكر الطائرة له ولأفراد أسرته وتكاليف هاتفه المحمول وبالإضافة إلى تفضيل الأندية للأجنبي فإن الأخير وبمساعدة من وكيل أعماله يجيد أيضا فن التفاوض والمناورة للحصول على ما يريده دون تقديم أي ضمانات لتحقيق النتائج· المدرب الوطني محرومٌ في حين أن المدرب الوطني محروم من مثل هذه الامتيازات العينية ويكتفي فقط براتبه الشهري الذي يصل في أحسن الأحوال إلى عشرة آلاف أورو· قليلون هم المدربون الذين يتقاضونه ومرد ذلك هو أن المدرب المحلي يبقى في غالب الأحوال حلا اضطراريا تلجأ إليه الأندية بعدما تفشل في التعاقد مع الأجنبي كما أنه ينظر إليه كالسلعة المحلية لا تتمتع بنفس الجودة ولا تخضع للضرائب وحتى الإقبال عليها ضعيف مما يجعل سعرها أيضا زهيد· راتب رونار يناهز ال350 مليون شهريا ويعتبر المدرب الفرنسي الجديد لاتحاد العاصمة هيرفي رونار الأغلى أجرا حاليا إذ يتقاضى 30 ألف أورو شهريا مقابل سبعة آلاف أورو لمساعده والحقيقة أن أجرة رونار فرضتها جملة من المعطيات في مقدمتها النتائج الجيدة التي حققها مع منتخب زامبيا الذي نافس بقوة الجزائر ومصر على تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 وكاد أن يقصيهما معا ثم بلوغه الدور الثاني من بطولة أمم إفريقيا في أنغولا وبفضل تواجد زامبيا في نفس المجموعة مع الجزائر أصبح رونار معروفا في الجزائر فوصلته العديد من العروض من قبل الأندية مثل وفاق سطيف وحتى من قبل الاتحاد الذي كان يريده لخلافة رابح سعدان على رأس الإدارة الفنية للخضر أو مستشار مع عبد الحق بن شيخة مما جعل أسهمه في سوق المدربين تبلغ ذروتها واستغلت إدارة نادي اتحاد العاصمة دعم رجل الأعمال الثري علي حداد للتعاقد مع التقني الفرنسي مقابل هذا الراتب الخيالي مشترطة عليه إعادة الفريق إلى سكة البطولات· آلان ميشال ثانيا ب150 مليون أورو في المركز الثاني يحل مواطنه آلان ميشال مدرب مولودية العاصمة الذي يتقاضى 14 ألف أورو أي أقل من نصف الراتب الذي يأخذه رونار رغم أن ميشال حقق مع المولودية نتائج باهرة ويقوم بعمل رائع فقد ساهم في إنقاذه من الهبوط ثم نيله لقب الدوري ويضاف إلى الراتب الشهري عدد من المنح في حال تحصيله لنتائج جيدة محليا أو قاريا، حيث يأخذ 80 ألف أورو في حال التتويج بالدوري ونصفها في حال حلّ وصيفا و15 ألف إذا ضمن مرتبة إفريقية و30 ألف إذ حصل على بطولة الكأس ونصفها إذا خسر النهائي وهو ما تعتبره إدارة المولودية مبالغ فيه وتسعى إلى تخفيضه بسبب الضائقة المالية الذي يمر بها النادي· ثالثا الإيطالي جيوفاني دولا كاسا ب120 مليون سنتيم خلفهما يأتي المدرب الإيطالي الجديد لوفاق سطيف جيوفاني دولا كاسا الذي اتفق مع إدارة الفريق على راتب شهري يقدر بعشرة آلاف أورو مع خمس تذاكر طائرة كل موسم، بينما يتقاضى مساعده الإيطالي ستة آلاف أورو شأنه أن المدير التقني الفلسطيني سعيد حاج منصور والحقيقة أن دولاكاسا كان سيقبل بأقل من هذا الراتب بالنظر إلى سيرته الذاتية غير أن السمعة السيئة التي أصبحت تميز إدارة الوفاق في تعاملها مع المدربين الأجانب جعلت العديد من التقنيين ينفرون منه مما أجبر رئيس النادي عبد الحكيم سرار على الرضوخ لمطالب الأيطالي· رابعا: أنجيل قاموندي ب100 مليون سنتيم أما الأرجنتيني المغمور أنجيل قاموندي مدرب شباب بلوزداد فيتقاضى ثمانية آلاف أورو· ولم يسبق في شباب بلوزداد أن تقاضى مدربا راتبا شهريا ما يتقاضاه حاليا المدرب غاموندي· خامسا: الفرانكو إيطالي لادسلاس لوزانو ب90 مليون سنتيم بأقل من عشرة ملايين سنتيم، نجد مدرب أهلي البرج الفرانكو إيطالي لادسلاس لوزانو وهو راتب كبير مقارنة باسم المدربان اللذان لا يمتلكان سيرة ذاتية كبيرة وبقائهما فترات طويلة بلا عمل· رشيد بلحوت أغلى المدربين المحليين على مستوى المدربين المحليين يعد رشيد بلحوت المدرب الجديد لشبيبة القبائل الأغلى، حيث تقارب أجرته الشهرية العشرة آلاف أورو لكن بلحوث رغم أنه جزائري فإنه يعتبر نفسه من طينة المدربين الأوروبيين بعدما سبق له أن درب في لوكسمبورغ كما أن تجاربه السابقة خاصة مع وفاق سطيف ومع باجة التونسي كللت بالنجاح· جل المدربين يعملون بالقطعة بقية المدربين فيمكن القول أنهم يعملون بالقطعة رغم أن سجل بعضهم ممتاز غير أن مرورهم بفترات فراغ كالانقطاع عن العمل أو الفشل في بعض التجارب جعل العروض تشح ويقبلون العمل بمرتبات متواضعة مع أندية مواردها المالية قليلة وطموحاتها محدودة تقتصر على المنافسة من أجل تفادي الهبوط كما هو حال مدرب وداد تلمسان عبد القادر عمراني وبوعلام شارف مدرب اتحاد الحراش وسي الطاهر شريف الوزاني مدرب مولودية وهران وجمال مناد مدرب شبيبة بجاية وزهير جلول مدرب جمعية الخروب الذي كان مساعدا لرابح سعدان في المنتخب الوطني هناك فئة من المدربين أقل منهم لكونهم لا يزالون في بداية مشوارهم ويهدفون بالدرجة الأولى إلى تضخيم سيرهم الذاتية مثل مدربي اتحاد البليدة ومولودية سعيدة والعلمة·