دأبت أغلب العائلات الجزائرية على تكريس عادة تصويم الأبناء لأول مرة من اجل تحبيب عادة الصيام وتعويد الأبناء على القيام بأهم ركن من أركان الإسلام والتمسك بالعادة حتى الكبر،وعادة ما تختار العائلات اليوم الأول أو يوم النصف أو ليلة السابع والعشرين باعتبارها ليلة عظيمة مقترنة بليلة القدر، إلا انه وخلال هذا الموسم تتخوف العائلات من تلك العادة كثيرا واحتارت لكيفية تلقين الصيام للطفل حتى أنها تخوفت من اندثار العادة وتلاشيها بسبب الحر الذي لم يحتمله حتى الكبار فما بالنا بالصغار. نسيمة خباجة بحيث تتخوف أغلب العائلات كثيرا من أذية أبنائها في سبيل ترسيخ تلك العادة الحميدة خاصة وانه قياسا على السنوات الماضية حدثت وفيات في أوساط الأطفال بسبب تصويمهم وعدم احتمالهم العطش في ذلك الجو الحار ما قابله امتناع أوليائهم عن تزويدهم بشربة ماء لكي يسلحونهم بالصبر، إلا آن النتيجة كانت وخيمة جدا ووصلت إلى حد الموت نتيجة عدم تحمل العطش خاصة وأن الأطفال ليست لهم القدرة على تحمل الجوع والعطش أثناء الحر بالنظر إلى بنيتهم الضعيفة وحساسيتهم المفرطة وتأثرهم السريع. ولعل أن تجسيد العادة في السنوات الأخيرة التي اقترن فيها رمضان المعظم بموسم الحر ستجد العائلات حرجا في تطبيقها على الأبناء ووقعت بين نارين نار تعويد الأطفال على الصيام ونار الأجواء المناخية المحيطة والتي لا تساعد البتة على تصويم أطفال في سن السادسة والسابعة لأن ذلك سيجلب لهم الشقاء والتعب وربما الموت عطشا، وتضييع العادة من شانه هو الآخر أن يغيّب مبادئ الإسلام وأسسه في مراحل تنشئة الطفل التي تسعى كل الأسر جاهدة من أجل تلقين تعاليمها للطفل الصغير من بينها تدريبه على الصيام منذ الصغر باعتبارها عادة اغلب الأسر الجزائرية التي تفرح كثيرا لصيام الابن أو الابنة لأول مرة وتذهب إلى إعداد أطباق خاصة بالمناسبة إلى جانب (الشربات) التي تنقع فيها خاتما من الذهب ويشربها الطفل على علو بعد وقوفه على كرسي من أجل تبيين شجاعته وبداية خطوات كبره وتحليه بالصبر والقوة . في هذا الصدد تحدثنا إلى بعض الأمهات لرصد آرائهن وكيفية قيامهن بالعادة الحميدة فاجمعن كلهن أنها مستعصية، حتى من الأبناء من قارب السن الشرعي للصيام أو البلوغ، إلا أنهن يتخوفن دوما من كيفية تصويمهم في ظل الحرارة المرتفعة وخوفهم من عواقب ذلك كونهن يجهلن الطريقة المثلى التي من شانها أن تضمن صيام الطفل وتضمن عدم إيذاء صحته . منهن السيدة حورية التي قالت أنها تتخوف كثيرا من تصويم ابنتها البالغة من العمر9 سنوات خاصة مع اقتران رمضان في السنوات الأخيرة بموسم الحر لاسيما وان ابنتها هي ضعيفة البنية ومن يراها لا يعطيها ذلك السن بل أقل إلا أنها تعول على تصويمها ليلة النصف وإن لم تر حرجا فسوف توصيها بصيام الأيام الأخيرة من اجل تعويدها على ركن الصيام. ومن العائلات من راحت إلى تصويم أبنائها لنصف يوم كخطوة أولى ومن بعدها إلزامهم بصوم يوم كامل حتى يعتادون على تحمل الجوع والعطش بصفة تدريجية ولكي لا تكون هناك مخلفات سلبية على صحتهم، ويوصي الكل بضرورة تزويد الطفل الصغير بالماء في الحال إن هو لم يستطع إكمال اليوم وأحس بالتعب لتجنب الوصول إلى ما لا يحمد عقباه وربما موته من العطش والجوع فالاحتياط هو ضروري وواجب في مثل هذه الحالات.