بقلم: الدكتور طلال الشريف من يتفلسفون بالكلمات ولا يستطيعوا الاتفاق على جمع وطن مقسوم ليس في مقدورهم بالمطلق تحرير شعب من الاحتلال...كل السلطات والحكام مهما كانت قوتهم فهم بالمحصلة أضعف من إرادة الشعب في التغيير إذا قام. ليس لدينا حتى الآن من يعرف كيمياء هذا الشعب الذي تغير فعلا ليقود التغيير المطلوب للواقع. لم يشعر الحكام الفلسطينيينون بأن هناك من يشكل عليهم ضغط رغم أن احتقان الشعب في قمته، وعليه لماذا يغيرون منهجهم الفاشل؟؟ ما يحزن أن الشعب تغير ولم يجد أي ثائر أو سياسي أو مثقف لقيادته رغم أن كل الظروف ناضجة للثورة. الكهرباء والوقود والسفر والبطالة والترامال وتراجع الخدمات وارتفاع أسعار العقارات والأراضي والسيارات والغنى الفاحش والفقر المدقع ومنع حرية التعبير والتلاعب بمصير الناس ومنع الانتخابات وموت الأحزاب أدت وغيرها بعد الانقسام إلى السقوط المدوي لحالة الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية فمزقت نسيج مجتمع كان متماسك لدرجة لم يقدر على تمزيقها احتلال إسرائيلي دام ثلاثة عقود. ولا نريد التطرق للفشل السياسي والمقاوم الذي لم يحسم ولو جزئيا صراعا مع الاحتلال فارتد إلى مجتمعنا في صورة استخدام نفوذ السياسة والسلاح للاستقواء بميليشيات وأجهزة حزبية قامعة ومعطلة لمسيرة الديمقراطية والتطاول على شعبنا وحرمانه من حقوقه المدنية والسياسية والاستقلال والحرية. أما غياب ولادة قوة سياسية جديدة منظمة وناهضة تجتذب جزءا كبيرا من الشعب لفرض التغيير والضغط على الحكام فهذا يتحمل مسؤوليته (عدم وجود قائد أو قيادة جديدة تعرف أو تكتشف كلمة سر يجمع الناس عليها للتوجه والانخراط بالثورة لتغيير موازين القوة لصالح إرادة الشعب). في تقديري أن السياسيين والمثقفين في حالة انتهازية سلبية جدا، تنتظر فوج من القادة الشجعان للتضحية كي يركب هؤلاء الانتهازيون الثورة ويصبحوا قادتها بالفهلوة ووسائل الإعلام.. وبالمناسبة الانتهازية السلبية هذه، هي حالة سارت عليها كل الثورات العربية الأخيرة... إلا أن حالتنا الفلسطينية سوف تقتلها مثل هذه الحالة الانتهازية ويجب مغادرتها من عقول من يتوجه لقيادة الثورة في فلسطين والتقدم للميدان.