ذاع صيت (البوقالة) كلعبة شعبية معروفة في مجتمعنا منذ زمن بعيد واستعملتها جداتنا في جلساتهن في الماضي تزامنا مع المناسبات السعيدة، حيث تلتف النسوة ببعضهن البعض، وكذلك في المناسبات الدينية على غرار رمضان الذي تشيع فيه تلك اللعبة بطقوسها الشيقة، بحيث تتداول بين النسوة من باب الفأل الحسن لتمضية السهرات الرمضانية وعادة ما تمارسها العازبات وكذا السيدات المتزوجات لسماع فألهن المتعلق بالزواج أو عودة الغائب أو الشفاء، بحيث وبعد سماع الفأل ترفع معنويات من يشكين من همّ أو غم بمجرد سماع البوقالة. هي لعبة بعيدة كل البعد عن طقوس الشعوذة والسحر، بحيث عادة ما تفتتح بالبسملة وترديد عبارة (بسم الله بديت وعلى النبي صليت) لإبعاد كل الشكوك التي من الممكن أن تحوم على تلك اللعبة الشعبية العريقة التي تستعملها النسوة خاصة في سهرات شهر رمضان المعظم بعد اجتماعهن وسط الدار في دويرات القصبة، بحيث كن تارة يمارسن اللعبة وتارة يتحادثن فيما بينهن ويلتفن حول صينيات القهوة والشاي والحلويات الشرقية، ولازالت بعض العائلات تتمسك بتلك اللعبة العريقة الضاربة في جذور حضارتنا وإرثنا الثقافي.