مسلسلات وبرامج رمضان هذا العام، خصوصا المصرية منها، تعدّت كل الخطوط الحمراء، فزيادة على تداخل الممثلين الأبطال واشتراكهم في معظم الأعمال المعروضة حتى إن المشاهد يتوه عما تابع وما لم يتابعه منها. كما أن الأعمال مليئة بكم كبير من الألفاظ والعبارات الخادشة للحياء والتى انتفت معها العبارة القديمة الموحية بأن هذا العمل (لكل أفراد الأسرة)، وكأن الإقبال فقط على أكثر الأعمال إثارة وعريًا ورقصًا وخروجًا عن الآداب والتقاليد التي يجب أن تتحلى بها أي مواد درامية على شاشات رمضان! ولعل ما يقال عن الدراما يقال أيضًا عن البرامج الحوارية أو التوك شو.. التي باتت (الوقاحة) لا الصراحة أهم ما يميزها، وأتعجب من الضيوف؛ كيف يوافقون على استضافتهم بهذه الطريقة المهينة التى تبدو أو يبدو فيها المحاور وكأنه يقتص منهم محاولاً تلمس كل السبل لإثبات جرأته أمام جمهور المشاهدين كنوع من البطولة وقوة الشخصية ليقوم بفضحهم وعلى الهواء مباشرة بكثير من الاستفزاز أو السخرية أو الضغط على المشاعر. "أنا والعسل" فضائح _ فضائح! على سبيل المثال لا الحصر؛ تطالعنا أول حلقات برنامج.. (أنا والعسل) الذي يقدمه الإعلامي اللبناني (نيشان) على إحدى القنوات الفضائية الشهيرة وعلى الهواء مباشرة، شاهد الكثيرون انهيار المطربة شيرين عبد الوهاب حيث لم تستطع تمالك نفسها وانفجرت باكية أمام جمهورها. كما خرجت (شيرين) عن شعورها أكثر من مرة خلال الحلقة، ورفضت شيرين التطرق إلى سبب طلاقها من زوجها الموزع الموسيقي محمد مصطفى. وازدادت حدتها مع (نيشان) لدرجة وصلت إلى رفضها استكمال الحلقة التي تذاع على الهواء، وقامت بالخروج من الأستديو، بعد قيام نيشان بتوجيه سؤال حول ماذا ستفعل إذا قرر زوجها الارتباط من سيدة أخرى؟ وخلال الحلقة رفضت (شيرين) أن يقال عنها إنها (طُلقت بالثلاثة) واصفة ذلك بكلمة (فشر) المصرية العامية الصريحة. * وغادة أيضًا! وفي نفس البرنامج أيضًا قامت غادة عبدالرازق بفضح زوجها الصحفي محمد فودة على الهواء مباشرة في برنامج (أنا والعسل) دون الضغط عليها من مقدم البرنامج، وقد تعمدت عدم إخفاء مشاعرها تجاه زوجها التي أعلنت أن زواجهما قد لا يستمر بسبب ارتباطه بامرأة غيرها خلال انشغالها بتصوير مسلسلها الأخير (مع سبق الإصرار) الذى يعرض على الشاشة حاليًا. قائلة: (علمت بدخوله في هذه العلاقة عن طريق الصدفة، وعندما واجهته بالخبر كانت المفاجأة بالنسبة لي أنه لم ينكر، لذلك لن أسامحه على فعلته)، هكذا أكدت غادة التي كشفت أيضًا عن أن علاقتهما ما زالت معلقة، ولم تتناقش معه بشأن استمرارها أو إنهائها حتى اليوم. وعندما سألها المذيع عن إحساس فودة بعد سماعه هذا الكلام على الهواء قالت: أتوقع أن يكون أصيب بمرض الشلل ليس فقط عضويًا وإنما معنويًا وحسيًا. كذلك برنامج (مية مسا) الذي تقدمه ميس حميدان للعام الثاني على التوالي والذي يحتوي على أعلى نسبة من التصرفات والملابس الخارجة، وعلى الرغم من الرفض الجماهيرى للبرنامج إلا أن هناك إصرارًا شديدًا لاستمرار عرضه دون الوصول إلى سبب ذلك على الرغم من أنه يذاع على شاشة التليفزيون المصري وكثيرًا ما طالبت العديد من المؤسسات بضرورة وقف بثه نظرًا للسخرية من المصريين. * الإعلانات.. الإعلانات! ولعل برنامج (أنا والعسل) كان مثالاً لغيض من فيض يجري عبر برامج التوك شو في رمضان.. ونتساءل: ترى ما السبب في تغيير خارطة المضمون القيمي الراقي الذي كان من أهم الأسس التي تقوم عليها الدراما والبرامج على حد السواء؟ هل هي حمّى المنافسة الرهيبة والمتسارعة بين الفضائيات جميعًا دون استثناء للتليفزيون المصري، فباتت كل شاشة تنحو نحو ما هو شاذ أو غريب أو لافت للنظر سواء فى الشكل أو المضمون.. أو حتى الضيوف لتنال أعلى نسبة من المشاهدة التى لها عظيم الأثر فى جلب الإعلانات التي تمثل أهم مصادر ربح تلك القنوات، ولو كان ذلك على حساب القيم والذوق والأخلاقيات العامة..