احتضن الموقع الأثري "تيديس" ببلدية بني حميدان (ولاية قسنطينة)، أنشطة متنوعة، تبرز الموروث الثقافي الثري، الذي تزخر به الجزائر، بمناسبة إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975. وشكلت الأنشطة التي بادر بها الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، بالتعاون مع الجمعية الوطنية لإحياء وحماية التراث والتقاليد، وسط ديكور أثري جميل، فرصة لتسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته الثقافية. وقد انطلقت الاحتفالية بهذه المناسبة، باستعراضات للفنتازيا، التي أبرزت مهارة الفرسان في إطلاق البارود، وهو ما يشكل رمزا للشجاعة والقوة والبطولة. كما صدحت أصوات عديد الشعراء المحليين بقصائد تمجد الوطن، وتتحدث عن أمجاد الأجداد. وعرفت مراسم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، على مستوى موقع "تيديس" أيضا، تنظيم عدة معارض، تسلط الضوء على الموروث الثقافي الجزائري ذي الأبعاد الحضارية، التي تعكس عمق الهوية الوطنية، إضافة إلى معرض للباس التقليدي القسنطيني، الذي أتاح للحضور فرصة الاطلاع على تنوع الأزياء القسنطينية. في هذا الصدد، أكدت مسؤولة معالم ومواقع قسنطينة، وداد بوزحزح، أن إحياء هذه المناسبة "يعد فرصة لتوعية الجيل الجديد بأهمية الحفاظ على التراث الجزائري المتنوع، وتعزيز قيم الوحدة والاعتزاز بالهوية الثقافية". وأضافت أن الهدف المرجو من خلال الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975، بالموقع الأثري "تيديس" بأصالته التاريخية ورونقه الطبيعي، هو "ربط الماضي بالحاضر، على اعتبار أن يناير ليس مجرد احتفال سنوي عابر، بل يمثل رمزا عميقا للتماسك الاجتماعي والقوة الحضارية للجزائر".