دعت بورما رئيس منظمة التعاون الإسلامية الذي تحدَّث مؤخراً عن (حملة تطهير عرقي) ضد الروهينغيا، إلى معاينة واقع هذه الأقلية المسلمة المخالف -في رأيها- لتلك التصريحات، على ما أفادت به، الجمعة، الصحف الرسمية. ونقلت صحيفة (نيو لايت) الرسمية عن رئيس بورما ثين شين أن (أمين منظمة التعاون الإسلامية مدعوّ إلى زيارة بورما ومعاينة الواقع)، مشيراً إلى أن آلاف المهجرين من الجانبين يتم تأمين الغذاء والمأوى لهم. وتأتي تصريحات الرئيس البورمي بعد أن عرض وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي يزور البلاد، تقديم مساعدات إلى ولاية راخين التي تشهد أعمال عنف. ودعا ثين شين وزير الخارجية التركي إلى (توضيح الواقع في ميانمار؟!) لمنظمة التعاون الإسلامي. وكان الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو اقترح إرسال بعثة إسلامية للتحقيق في (مجازر وأعمال قمع وتطهير عرقي من قبل الحكومة البورمية ضد الروهينغيا المسلمين). وجاء الاقتراح بعد دعوات أطلقتها مصر والسعودية للتحقيق في هذه الاضطرابات. وأسفرت أعمال عنف طائفية رسمياً عن سقوط 80 قتيلاً في جوان في ولاية راخين غرب البلاد بحسب إحصائيات السلطات البورمية. وقتل سبعة أشخاص آخرين الأحد الماضي في أعمال عنف جديدة حسب السلطات. إلا أن المدافعين عن حقوق الإنسان شككوا في الحصيلة الرسمية لضحايا أعمال العنف، مؤكدين أنها أدنى من الواقع بكثير. ونشر الناشطون أرقاماً أكبر بكثير على الأنترنت. لكن الرئيس البورمي زعم، الجمعة، أن أحداث جوان أسفرت عن سقوط 77 قتيلاً فقط، على ما أفادت الصحيفة. وزعم خلال لقاء مع داود أوغلو الذي زار أمس السبت ولاية راخين، أن تلك الاحداث (لا علاقة لها بالدين أو العرق؟!). ويعيش حوالى 800 ألف من أقلية الروهينغيا المسلمة، الذين لا يحملون جنسية وتعتبرهم الأممالمتحدة من الأقليات التي تتعرض إلى أكبر اضطهاد في العالم، في ولاية راخين. ولا تعترف بهم السلطات البورمية كمجموعة عِرقية رسمية ولا العديد من البورميين الذين يعتبرونهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش ولا يخفون العداء إزاءهم. وفي منتصف جويلية اعتبر ثين شين أن المستقبل الوحيد لهؤلاء أن يجتمعوا في مخيمات لاجئين أو يُبعدوا من البلاد، حسب الموقع الرسمي.