قد لا يعلم الكثيرون أن صلاة التهجد وهي في معناها الديني قيام الليل، لم تفرض بنص الكتاب، ولم تثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام فقصتها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس وقام بأداء الصلاة بهم في شهر رمضان، لتبقى بعد ذلك سنة اتخذها المسلمون إلى يومنا هذا واعتروها سنة، البداية كانت من السعودية ثم الخليج العربي.. وبعدها الجزائر، وأصبحت تعتبر سنة حسنة، لهذا يعكف المسلمون على القيام بها في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم. وهذا ما أكده الإمام ضياء الدين بمسجد عمر بن الخطاب في اتصال ل(أخبار اليوم)، فصلاة التهجد هي اجتماع المصلين بالمسجد في الثلث الأخير من الليل للصلاة جماعة وبعدها تفتح المساجد أبوابها طيلة اليوم من شهر رمضان، ولم يعد قيام الليل يقتصر على الرجال فقط بل حتى النساء صرن مواظبات عليها، وفي هذا الأمر قال الشيخ ضياء الدين إن العبادة لا تفرق بين الرجل والمرأة خاصة إذا كانت ظروف المرأة تسمح لها بذلك فلماذا نمنعها عن الخير؟ ولكن إذا تركت بسببها واجبا فالواجب أولى، ورغم أن الجزائر مرت بسنوات مريرة، إلا أن المساجد لم تتخل عن هذه السنة الحسنة، وكانت تقام تحت حراسة مشددة من مصالح الأمن، وهذا ما نلاحظه إلى يومنا هذا خاصة في المساجد الكبرى، ويقول السيد بلال وهو إمام مسجد النور بطقارة، إن صلاة التهجد بالنسبة لي شيء مقدس وهو لا يعتبرها نافلة بل واجبا، كي يتقرب به من الله ليغفر ذنوبه، وأضاف المتحدث أنه يأخذ عطلته السنوية في شهر رمضان للتفرغ التام لأداء عبادته في هذا الشهر الفضيل، وخاصة عبادة قيام الليل، وأشار إلى ازدياد إقبال المصلين على هذه العبادة رغم العناء والمشقة، وبالقرب من مسجد الفتح بباب الوادي التقينا بالسيد باديس الذي قال إنه يسكن في حي كريم بلقاسم إلاّ أنه يلجأ إلى باب الوادي باعتبارها منطقة شعبية وجميع مساجدها تفتح طوال اليوم لأداء الصلاة، وحتى في الليل يبقى المسجد مفتوحا لمن يقوم بصلاة التهجد عكس المسجد الجديد والمسجد الكبير القريب من بيته، كما تقول الحاجة فتيحة وهي مرشدة بالمسجد الكبير إنها تذهب رفقة مجموعة من النسوة لأداء صلاة التراويح في أحد مساجد باب الوادي، وبعدها يواصلن الصلاة (التهجد) إلى غاية الفجر، هذا ويجلبن معهن بعض الأطعمة الخفيفة للتسحر بها. تشهد مساجد الوطن إقبالا كبيرا من طرف المصلين لأداء صلاة التهجد، هذه الأخيرة التي عرفت خلال سنوات الإرهاب تقلصا كبيرا بسبب تردي الأوضاع الأمنية آنذاك، حيث كانت المساجد تقفل أبوابها عند الساعة الحادية عشر وبعضها كان يغلق بعد صلاة التراويح مباشرة والآن وفي ظل الانفراج الأمني الذي عرفته البلاد في السنوات الأخيرة، استأنفت المساجد هذه العبادة من جديد وسجلت إقبالا كثيرا من قبل الرجال والنساء، والذين أحيوا ليالي رمضان بالتهجد وقراءة القرآن حتى طلوع النهار.